أخبار سياسيةأخبار عاجلة

أدوار متعاظمة للمخابرات العامه ( أمن يا جن) في حرب الكرامة!!

 

قبل تمرد مليشيا الدعم السريع في منتصف أبريل من العام 2023م، سعت قيادات المليشيا إلى إضعاف الدولة السودانية عبر مخطط منظم استهدف إفراغ مؤسساتها النظامية من الخبرات والكفاءات، وذلك من خلال الدفع بإحالة عدد من قيادات الجيش والأجهزة الأمنية إلى المعاش. غير أن أخطر تلك الخطوات، والتي اعتبرها مراقبون نقطة تحوّل في تاريخ السودان الحديث، تمثلت في حل هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، بوصفها الهيئة الأكثر تدريبًا وتأهيلاً للتعامل مع حروب المدن والعمليات المعقدة.

ويرى عدد من المراقبين أن إصرار قائد المليشيا المتمردة محمد حمدان دقلو على حل هيئة العمليات كان بمثابة إنذار مبكر يهدد استمرار تماسك الدولة السودانية في المستقبل القريب. وأكد هؤلاء أن جهاز الأمن والمخابرات يُعد إحدى الركائز الأساسية في حماية الأمن القومي وتعزيز الاستقرار، وقد نجح خلال حرب الكرامة في إحداث التوازن المطلوب الذي ساهم في الحفاظ على بقاء الدولة السودانية ومؤسساتها.

وفي هذا السياق، أشار خبراء أمنيون إلى أن الجهاز لعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن بالعاصمة القومية، من خلال تأمينها بكفاءة وفاعلية عالية، إلى جانب استعادة وتنشيط هيئة العمليات، الأمر الذي أسهم في رفع مستوى الجاهزية الأمنية والتعامل الحاسم مع التحديات الميدانية. كما نجح الجهاز في بسط هيبة الدولة في المركز والولايات، عبر فرض سيادة القانون وانتشار منظم، وتنسيق محكم مع بقية الأجهزة النظامية.

وفي ميدان التضحيات، قدمت حرب الكرامة كوكبة من الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل تثبيت ركائز الوطن. وكان لجهاز الأمن والمخابرات نصيب وافر من الشهداء والجرحى، حيث أبدت قيادة الجهاز اهتمامًا متعاظمًا بالجرحى وأسر الشهداء، من خلال إنشاء جسم مختص يعنى بشؤونهم، وتقديم الدعم الاجتماعي والمعنوي تقديرًا لتضحياتهم الوطنية.

وعلى الصعيد الخارجي، يرى عدد من الدبلوماسيين أن جهاز الأمن والمخابرات اضطلع بدور فاعل ومهم خارج البلاد خلال حرب الكرامة، دعمًا لجهود وزارة الخارجية، من خلال عكس الصورة الحقيقية للأوضاع في السودان، وتنظيم ورعاية الفعاليات والملتقيات مع الجاليات السودانية بالخارج، بما أسهم في طمأنة السودانيين والتصدي للحملات الإعلامية المضللة.

وبالتوازي مع ذلك، واصل الجهاز رصد ومتابعة التحركات الخارجية المناوئة للدولة، وكشف الجهات الداعمة للمليشيا المتمردة، والتعامل مع هذه التحديات بأساليب مهنية تحافظ على المصالح العليا للبلاد.

وفي الإطار المجتمعي، لم تغب مساهمات الجهاز، حيث أسهم في تنفيذ مبادرات مجتمعية وخدمية هدفت إلى تشجيع عودة المواطنين إلى العاصمة، إضافة إلى مشاركته في تأهيل المرافق الخدمية والصحية والتعليمية، دعمًا للاستقرار المجتمعي وتهيئة بيئة التعافي.

كما اضطلع الجهاز بدور مهم في تأمين الاقتصاد الوطني، مع تحقيق تطور ملحوظ في عمليات مكافحة التهريب بصفة عامة، وتهريب الذهب على وجه الخصوص، بما يسهم في حماية موارد الدولة وتعزيز الاقتصاد القومي.

ورغم تعدد هذه الأدوار وتداخلها، لم يغفل الجهاز أحد أبرز واجباته الأساسية خلال حرب الكرامة، حيث حقق نجاحات واضحة في وأد بؤر التمرد وتفكيك الخلايا النائمة، مما ساعد في تقليل المخاطر الأمنية والحفاظ على الاستقرار الداخلي.

خلاصة القول،
ظل جهاز الأمن والمخابرات يؤدي مهامه بكفاءة ومهنية عالية خلال حرب الكرامة، جامعًا بين الدور الأمني، والمجتمعي، والدبلوماسي، بصورة أسهمت في تعزيز أمن الدولة، وترسيخ استقرارها، وحماية مصالحها العليا.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى