إدريس هشابه يكتب.. الحج.. شعيرة دينية أم مرتعًا لحظوظ النفس والصفقات المشبوهة؟

تعد شعيرة الحج من أهم الشعائر الدينية التي تجذب ملايين المسلمين من مختلف دول العالم الإسلامي. المملكة العربية السعودية، تُعتبر خدمة ضيوف الرحمن من أهم الأولويات، حيث تعمل الحكومة السعودية على توفير كل السبل لراحتهم وخدمتهم. ومع ذلك، في السودان، يبدو أن الأمور مختلفة.
قدمت جماعات المصالح التي لها مصلحة في انهاء تكليف سامي الرشيد الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة صورة باهتة من خلال المضايقات والعراقيل التي مورست ضده رغم نجاحاته المنظورة وتبرئته من قبل لجنة التحقيق المعينة من مجلس السيادة.
قضية إنهاء تكليف سامي الرشيد تتصدر عناوين الأخبار هذه الأيام، وتعد دليلًا على التخبط والعشوائية ودس المحافير الذي أصبح السمة البارزة في التعامل مع الشأن العام. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن إقالة مسؤول رفيع في منصب حساس دون إعلان ذلك عبر القنوات الرسمية ودون اتباع النظم المؤسسية؟
مثل هذه القرارات تكشف عن غياب الشفافية وضعف القراءات السياسية والاجتماعية لمطبخ رئيس الوزراء. سامي الرشيد مشهود له بالنزاهة والكفاءة المهنية، ونجاحاته تقف شاهدة تتحدث عن نفسها رغم العراقيل التي وضعت أمامه.
القرارات الخاصة بالتنقلات التي اتخذها سامي الرشيد هي حزمة من حزم التطوير للارتقاء بخدمات الحج. لكن لوبي المصالح له رأي آخر.
الكرة في ملعب نائب رئيس مجلس السيادة
الكرة الآن في ملعب نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ورئيس مجلس الوزراء، د. كامل إدريس، لفك طلاسم هذه القضية التي إن لم تدار بحكمة وعقلانية وفق القانون، فإنها ستكون سابقة لفوضى لا تبقي ولا تذر وخيبة أمل ستُبَدد ما تبقى من رجاءات في حكومة الأمل.
إن إدارة هذه القضية بحكمة وعقلانية وفق القانون هي ضرورة حتمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فهل ستتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار؟ أم أن سياسة التعتيم ستكون هي السائدة؟ الوقت كفيل بالإجابة.