إقالة سامي.. إرباك المشهد وحالة الاحتقان

لعل من أكثر الأسئلة والمطالب إلحاحا التي واجهت سعادة الفريق اول مالك عقار نائب رئيس مجلس لدي زيارته الأخيرة لاقليم النيل الأزرق هي السؤال عن غياب تمثيل الإقليم في حكومة الأمل وجاء السؤال المُلِِّح جهيرا أمام حشد قيادات واعيان مجتمع الإقليم مثلهم وتحدث انابة عنهم السيد يوسف حسين مك فاغزلي التاريخية بكل ماتمثله فازغلي من رمزية تاريخية وأهمية آنية في خارطة الوطن والاقليم وما يمثله المك يوسف من ضمير واشواق وتطلعات اهل الإقليم وجاء رد السيد نائب الرئيس بدبلوماسية رجل الدولة ان الحرب الدائرة في البلاد عطلت من سير تنفيذ بنود اتفاقية السلام وسينال الإقليم نصيبه بعد عودة الأحوال الي طبيعتها ليتفجأ نائب الرئيس وهو في طريقة الي مقر عمله بالعاصمة الإدارية المؤقته بورتسودان تفجا بقرار مبتور الأصل مشوه الخلق منكور النسب باقالة الاستاذ سامي الرشيد رئيس المجلس الأعلي للحج والعمرة الممثل الوحيد لكل المنطقة من عاصمة ولاية الجزيرة حتي حدود جنوب النيل الأزرق جاء القرار في توقيت زمني أحرج نائب الرئيس وأثار حفيظة أهل الإقليم واربك كافة المشهد علي خلفية ما تم فيه من سوابق مبتدعه فقرار إقالة رئيس المجلس الأعلي للحج والعمرة لم ينشر ولم يزاع في الأجهزة الاعلامية الرسمية للدولة بصحيفتها الرسمية ووكالة السودان للأبناء والاذاعة والتلفزيون القومي مما أثار لغط كبير حول صحته وشرعيته حيث رشح عن عدم احاطة وزير الشئؤن الدينية والأوقاف كوزير مختص علاوة علي تقطاعات وصراعات حول اختصاصات قنصل السودان بجدة وتدخله في إيقاف اجراءت التسليم والتسلم بين الملحق الاداري للحج والعمرة بالمملكة وخلفه ولعل الغريب في ماحدث بين القنصل والأمين العام للحج والعمرة هو ان السيد القنصل كان هو ممثل الدولة فيما أثير حول فساد ببعثة الحج للعام ١٤٤٦ه وقد خرج بأكثر من تصريح عبر الأجهزة الاعلامية معلنا براءة البعثة والأمين العام واصفا الأمر بالاستهداف بل مضي لأكثر من ذلك حيث استضاف القنصل البعثة الاعلامية للحج مشيدا بتصديها للحملة المغرضة التي واجهت بعثة الحج لم يكن نجاح سامي في إدارة الحج والعمرة متوقف علي حدث دون سواه بل هو مشوار تطوير مستمر يتاغم مع ما تشهد المملكة العربية السعودية من تطور فردي رقمنة اجراءت الحج يخرج بالعمل من الروتين الممل وحالة الخمول والتكلس ويقصقص كل النتواءت ويزيل كل البثور التشوهات ويقف ضد المصالح الفاسدة غير مكترث ولا عابي بما يحيكوه لوبي الصفقات وأصحاب المصالح والنفوذ ويحسب لسامي أنه آثر السكوت علي تدخل شخصيات كبيرة ونافذه في الدولة لتغيير مسار عقد ترحيل الحجاج الي المملكة ونتيجة رفضه هذا واجه حملة أخري من الكذب والتلفيق والدعاية حول تدني خدمات الغذاء وسؤ السكن ليخرج سامي من كل تلك التهم مرفوع الراس وتملا براءته والبعثه أنفس المغرضين غيظا ليمضي في مشروعه الإصلاحي التطويري بإجراء بعض التنقلات داخل اروقه المجلس ليجد نفسه أمام أزمة جديدة وضعته في مواجه أمام وزير الشئون الدينية والأوقاف حتي اذا انقضت وعادت الأجواء الي طبيعة التفاهم والتناغم بينه والوزير وأعلن سامي عن البد في ترتيبات حج العام ١٤٤٧ه واسيعاب كل منسوبي الحج والعمرة المقيمين بالمملكة بالهيكل الوظيفي ومن ثم مواصلة جهوده واقناع وزارة الحج السعودية بمضاعفة حصة السودان من الحج لتصل الي ٢٣٠٠٠ حاج مما يعد نصرا دبلوماسيا للبلاد ورفع لشان القوات المسلحة بفرضها لاستقرار بالبلاد حتي جاءت مكافاءته ليس هو فقط بل أهل الإقليم والسيد نائب رئيس مجلس السيادة بالاقالة فإن اقتنع نائب الرئيس اهل الاقليم تاخر تنفيذ اتفاق السلام بسبب الحرب فبما سيتنعهم باقالة سامي الرشيد ممثل الاقليم كاعلي وظيفة يحصل عليها لذي يعتبر قرار الاقالة من اغرب القرارات وأكثرها عيوبا في كل مفاصله الفنيه والتوقيت الزماني وخلفياته التي بني عليها وما ترتب عليه من ارباك في شخصية مؤسسات الدولة وحالة التخبط والعشوائية هذا علاوة علي إنكار نسبه واصله لياتي مجمل المشهد خصما على ما يناط بحكومة الدكتور كامل ادريس من إصلاح لحال البلاد وترتيب اوضاعها والتاغم بين مؤسساتها وشخوصها
فلمصلحة من ونكاية بمن جاء قرار إقالة الأمين العام للمجلس الأعلي للحج والعمرة ضاربا بعرض الحائط كل الظروف الموضوعية للبلاد ورزميه الرجل في محيطه والمكاسب التي حققها للحج والعمرة ان القرارات المصيرية للدولة وانت الرجل العارف واسع الاطلاع سيادة رئيس الوزراء توخذ في إطار مراعاة ما يجني منها من فوائد ومايترتب عليها من اضرار وارتدادات لانقول ذلك من باب التخويف( *النمر النمر هجم النمر* ) ونمور النيل الأزرق لم ترود بعد لكن نقول هذا من باب اطلاع ومعايشه لواقع معقد لمجتمعات لها خصوصية أولي بأن تراعي
هذا مالدي
والرأي لكم