أخبار عاجلةمقالات

احمد يس يكتب..سيناريوهات الفرصة الأخيرة ” جنيف “

 

تتجه أنظار وقبلها قلوب معظم السودانيين إلى مدينة جنيف السويسرية في الرابع عشر من أغسطس القادم لإستئناف محادثات كيفية إيقاف أو إنهاء الحرب

التي تدور رحاها منذ أكثر من عام …. الدعوة الأميركية وجهت إلى طرفي الحرب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لبدء التفاوض ، الآن وبعد مرور ست عشرة شهرا على

الحرب أصبح الرأي العام السوداني الرافض للحرب أغلبية كاسحة مما يخفف الضغط على طرفي الحرب بإيقافها بعد فقد الأرواح والأنفس وتبخر الأموال والمدخرات وتشريد الأسر

والعوائل وتدمير البنية التحتية وغيرها ما بين جملتي “بل بس” و “جغم بس” .
القوي السياسية السودانية بالمجمل رافضة

للحرب إلا من أبت ولم تأبى إلا من كانت مؤتلفة في الحكم مع نظام الإنقاذ أو كانت مستفيدة منه بشكل أو آخر … وبما أن تنسيقية تقدم تمثل أكبر

حلف سياسي في السودان حاليا وتملك رؤية واضحة للحرب وهي ” لا للحرب ” وتحظي بدعم إقليمي ودولي قوي نتيجة لإنفتاحها ومرونتها

وإمتلاكها رؤية واضحة وبرنامج سياسي شفاف وعملي إعتمدت فيه مبدأ الحوكمة والشفافية والأهم جودة المؤسسات .

كثير من المواطنين والمراقبين يتوقعون فشل جولة مفاوضات جنيف القادمة معتمدين على ما سبقها من مفاوضات وتصريحات بعض أطراف الصراع ، وللإنصاف فإن هذه الجولة ليست

كسابقاتها من الجولات في كذا منحي ، حيث نذر المجاعة بدأت تطل بوجهها القبيح في الأفق، والأخطر إمكانية الإنزلاق إلى حرب أهلية أصبحت أقوى بسبب تفشي خطابات الكراهية

وتسليح المواطنين وإنعكس ذلك في بعض الحوادث الفردية الخطيرة والتي من الممكن أن تتبلور لحوادث منهجية ، الإتحاد الإفريقي دفع بخارطة طريق تتضمن نقاطا خطيرة إلى مجلس الأمن الدولي تمثل رؤيته للحل في السودان

أخطرها قوات إفريقية مدعومة دوليا تفصل بين طرفي القتال ، وبشأن المجتمع الدولي يخشى أن يشهد رواندا أخرى في السودان او بدرجة أقل صومالا آخر ، وتأتي هذه الدعوة الأميركية

للمحادثات وقد تحلل الرئيس جوزيف بايدن من الأحمال الإنتخابية بعد إنسحابه من الترشح أمام ترامب ورغبته في إنهاء حياته السياسية بإنجاز يحسب له مما يرجح جديته في ممارسة ضغوط حقيقية تؤدي إلي وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تنهي حالة الحرب في السودان وخير

دليل على جدية الإدارة الأميركية إتصال وزير الخارجية الأميركية البرهان مرتين في وقت وجيز ، وزاد زخم إمكانية نجاح هذه المفاوضات زيارة آبي احمد رئيس الوزراء الإثيوبي إلى

بورتسودان وتوسطه بين الحكومتين السودانية والإماراتية والتي توجت بمكالمة هاتفية بين البرهان وبن زايد ،

المشهد العام يؤكد أن الطرفين أضعف من أن يحسما الحرب عسكريا فرغم تمدد قوات الدعم السريع في ولايات جديدة إلا أن الجيش إستطاع ان يحافظ على مواقعه العسكرية الهامة، والأهم أنه يحظي بالإعتراف الدولي

… رغم التسريبات التي تشي بإحتمال رفض الجيش الذهاب إلى المفاوضات إلا أن الحالة الإقتصادية والغلاء المعيشي الذي يعانيه المواطن والضغط السياسي ترجح أن يذهب إلى جنيف وإن لم تعقد الآمال العريضة في نجاح التفاوض

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى