ادم مهدي يكتب :المجاهد النيل الفاضل: قيادة ميدانية تعيد رسم ملامح الصمود في معركة الكرامة
في زمنٍ تتكاثف فيه التحديات وتشتد فيه معارك الوجود، تبرز القيادات الحقيقية من قلب الميدان، لا تصنعها الأضواء ولا تمنحها المناصب، بل تفرضها لحظة الواجب. وفي معركة الكرامة بولاية الجزيرة، يسطع اسم المجاهد النيل الفاضل محمود كأحد النماذج القيادية الشابة التي حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الأرض والعِرض، وأسهمت بفعالية في إعادة التوازن العملياتي عبر العمل العسكري المنظم للمقاومة الشعبية.
قاد النيل الفاضل، ومعه ثلة من إخوانه المجاهدين والمستنفرين، حراكًا ميدانيًا فاعلًا تحدّى شح الإمكانيات وقسوة الظروف، وأثبت أن الإرادة الصلبة والتنظيم المحكم قادران على صناعة الفارق. فقد لعب دورًا محوريًا في إمارة المجاهدين والمستنفرين، مجسدًا نموذج القائد القريب من جنوده، الحاضر في الخطوط الأمامية، والمتقدم الصفوف في أوقات الشدة.
ولم يكن العمل العسكري في الجزيرة فعلًا عشوائيًا، بل جاء في إطار قيادة ميدانية واعية قرأت الواقع بدقة، وأدارت التحركات بحنكة، فكانت متحركات الجزيرة العسكرية حاضرة مع كل إطلالة يوم، تؤكد أن الولاية لم ولن تكون ساحة مستباحة، بل أرضًا عصية على الانكسار.
إن مستنفري ولاية الجزيرة، بقيادة أمثال النيل الفاضل محمود، أعادوا الثقة في قدرة المقاومة الشعبية على الإسناد الفاعل، وأسهموا في تثبيت الأمن وحماية المجتمعات، ليصبحوا رقمًا مؤثرًا في معادلة الصراع، لا يمكن تجاوزه أو التقليل من شأنه.
كما أن للشاب النيل الفاضل محطات في رحاب الوطن حيث عمل رئيساً للاتحاد العام للطلاب السودانيين ورئيس اتحاد طلاب عموم إفريقيا وكان بإمكانه السفر والعيش بعيداً عن أهوال معركة الكرامة كما فعل الكثيرين ولكنه اختار ان يبقى حامي للوطن مدافعا عن حرائر بلاده
ويمثل النيل الفاضل محمود نموذجًا للقيادة الشبابية التي تجمع بين الشجاعة العسكرية والحكمة الاجتماعية؛ قيادة تعرف متى تقاتل، ومتى تحمي، ومتى تبني. ففي أوقات الحرب كان حاضرًا بالسلاح والموقف، وفي أوقات السلم كان حريصًا على وحدة الصف، وتماسك المجتمع، وترسيخ قيم التضحية والانتماء.
هكذا تمضي الجزيرة، برجالها ومجاهديها، في معركة الكرامة بثبات، ويظل اسم النيل الفاضل محمود شاهدًا على أن الأوطان لا يحرسها الكلام، بل الرجال الذين يؤمنون بها، ويصونونها بالفعل قبل القول.