أخبار عاجلةبلادي

التعليم في وضع أليم

هذا ما اوجدته الحرب … و لكن الإرادة اقوي مما يحاك ضد الاجيال

تقرير : أنس عبدالرحمن

مشاهد محزنة و مأساوية بل كارثية في ان واحد تناقلتها الاسافير و يعيشها التلاميذ الابرياء ببعض مدارس ولاية القضارف في سبيل التحصيل الأكاديمي و العلمي لبناء ذخيرة معرفية تشبع رغباتهم الأكيدة في استمرارية العملية و العبور لمستقبل مثمر و زاهر رسمت له خارطة طريق تشق الصعاب و المستحيلات في ظل تعقيدات تفاقمت حلقاتها

و هم يتقاسمون الفصول و ساحات المدارس مع المهجرين قسرا و الفارين من ويلات الحرب في كل من الخرطوم العاصمة المثلثة الهانئة الآمنة المطمئنة سنين عددا فمئات الأسر بولاية القضارف الحدودية شرقي السودان الذي يشهد حربا لا أخلاقية و لا إنسانية منذ ما يزيد عن خمسة عشر شهرا اتت علي كل شيء جعلته كالرميم و أجبرت سكان مدن و ولايات ظلت آمنة و سالمة ينعم اهلها برفاهية متواضعة و خدمات لم تصل الغايات و لم تزد عن حد الكفاف لينكشف المستور و تتبدل الحال لاسوءه علي مر العصور و ليشهد العالم في صمت مخجل من المجتمع الدولي حيث هجرت ما يزيد عن 15.000.000 مليون أسرة نزحت مجبرة و مكره داخل الولايات الآمنة

بحسب التقارير الرسمية للدولة و تقارير منظمات دولية و حقوقية و انسانية اشارت لكارثة القرن الإنسانية التي تحدث في السودان منذ منتصف أبريل من العام 2023 و لعل الواقع يشير الي نحو 20.000.000 عقب الهجوم علي ولاية سنار و مدنها ( سنجة و السوكي و محلية الدندر ) المتاخمة لولاية القضارف و جل النازحين من الأطفال في سن التعليم و النساء و مبار السن .

بلدية القضارف حاضرة الولاية وحدها استضافت نحو اثنا عشر ألفا من الأسرة الفارة من ويلات الحروب من ولايات الخرطوم و بعدها الجزيرة بالمدارس منذ الأشهر الأولي الحرب و النزوح الاخير لمواطني ولاية سنار الأمر الذي أدي بتعطيل استئناف الدراسة و توقف العملية التعليمية في موعدها الطبيعي وفق الخارطة الزمنية لوزارة التربية و التعليم المحلية و نتيجة تبعا لذلك فإن البيئة المدرسية بكثير من هذه المدارس تدمرت على علي ذلك فقد اتسعت هوة تهالك البنيات التحتية و مطلوبون العملية التعليمية بنسبة كبيرة من هذه المدارس ان تكن جميعها بمحاضرة الولاية .

غير أنه لا أحد يستطيع التأكيد بأرقام حقيقة الان بعدد الفاقد التربوي للأطفال في سن التعليم و بعض الأرقام غير الرسمية تشير إلى نحو 19.000.000 طفل يفقد حقه في التعليم بسبب حرب أبريل التي أجبرت الملايين من السودان اما للجؤ خارج أرض الوطن او النزوح للولايات الآمنة منها للاريا البعيدة و النائية الطرفية التي تفتقر للخدمات والموجود منها لا يكفي الحاجة .

و معروف ان ولاية القضارف الحدودية في مطلع يوليو من كل عام تشهد هطول الأمطار بغزارة فموسم و معدلات متفاوتة بين محلياتها الاثنا عشر الأمر الذي جعل وزارة التربية والتعليم الوقائية بتقسيم العام الدراسي الي مجموعتان ( أ ) و ( ب ) حيث تدخل جميع مدارس المجموعة ( ب ) لعبة دراسية طيلة فترة الخريف لعدة اعتبارات مهنية و سلوكية لطبيعة إنسان الريف و مع بداية العام الدراسي الجديد في الوضع الحالي المشحون و المحفوف بالمخاطر و المخاوف و التحديات للجهات الرسمية و الشعبية المساندة و الداعم للتعليم بالقضارف و الأسر و الأسر المهجرة قسرا الفارة من ويلات الحرب و التلاميذ و أبناء المستضافيين من الفارين امامهم تحد واحد كيف يستمر التعليم بالولاية في ظل هذه التداعيات و الأزمات المفروضة علي الشعب السوداني في سلاسة دون أن يفقد التلميذ حقه في التعليم و لا يفقد المستضاف كرامته و تحتفظ المؤسسة التعليمية التربوية برونقها و هيئتها كمؤسسة ذات رسالة في المجتمع فتلك معادلة صعبة و تشاركية بين مؤسسات الدولة ممثلة في الحكومة الاتحادية ( حكومة البحر الأحمر العاصمة الإدارية لتصريف الأعمال ) و بين حكومة الولاية و مجتمعها المبادئ الذي لم يبخل و بين الأسر المهجرة من جهة اخري لتتضافر الجهود للخروج من الأزمة باقل خسائر و ينعم الأبناء بعام دراسي مستقر و مستمر فلا نصب كل الإمكانات المتاحة الحرب فقط و نهمل متبقي الخدمات لتتوقف الحياة فما نحتاجه في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد إدارة للازمة بعقلية تدرك حجم الأزمة نفسها .


في ظل هذا الوضع الأليم و الكارثي التعليم في السودان عامة و بخصوص الحال في الولايات الآمنة من بينها ولاية القضارف التي تستقبل مئات الآلاف من اللاجئين الأيوبيين ابان اندلاع حرب التغراي لأكثر من اربعة اعوم برزت جهود شعبية مساندة للجهود الرسمية للدفع بالعملية التعليمية و ضمان استمراريتها علي أسوء الظروف غير أن وضع التعليم في السودان يتطلب واستحقاق انتمائي للدولة للمجتمع الدولي و كواجب إنساني تدخل المنظمات الأممية العاملة مجال السكان و التعليم بمد الولايات الآمنة بمعيناتو وسائل تعليمية لا سيما التعليم الأساسي إضافة إلي توفير الإيواء الأمن للأسر المستضعفة بالمدارس و تفريغها لتقوم بدورها الطبيعي المنوط بها .

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى