الحوار السوداني.. السوداني..نقطة سطر جديد

تقرير:جعفر باعو
في قاعة لم تكن صغيرة ولكنها تواضعت خجلا وهي تستقبل بعضا من سياسي السودان وإعلامه،منهم من جلس على استحياء في أطرافها ودونهم من وقف على أطراف اصابعهم،جميعهم قدموا للعنوان الذي يجعلك تطمئن بأن الحرب في خواتمها..وان “حفر الابرة” شارف على الانتهاء..المشروع الوطني للحوار السوداني السوداني كان هو العنوان الأبرز الذي تلي جملة الندوة السياسية التى نظمتها القوي السياسية والمجتمعية،في محاولة من هذى القوي – التى كانت أحد أسباب الأزمة – لوضع طريق معبد خالي من حفر “السياسة”. ومطباتها وصولا للسودان الذي يحلم به الشيب قبل الشباب ..سودان معافي من كثير شوائب وضعها المستعمر قبل وداعه الخرطوم عائدا لدياره.
*اشارات مهمة
ربما كان المشروع الذي طرح في الندوة هو حلم المواطن العادي الذي يجعل من السياسة برنامجا يملي به وقته الفارغ، وهو كذلك كان نتاج جهد لذاك السياسي الذي يبحث عن إشباع رغباته السلطوية في الجلوس على كرسي عالي يفاخر به في دنياه،وحمل المشروع بعض امال اجيال لم تعي بعد لمستقبل دولة في حجم قارة بها كل المقومات وتنقصها الوحدة بين ابنائها واطرافها لكي تصبح القوي الضاربة في المحيطين الإقليمي والعالمي ،فكانت اهم إشارات المشروع هي الثوابت الوطنية وتمثلت في وحدة السودان والالتزام بسيادته ورفض اي تدخل خارجي يهدد استقلالية القرار الوطني وتبني نظام حكم فيدرالي ديموقراطي والالتزام بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية والتميز الايجابى والمواطنة المتساوية بغض النظر عن الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية.
*بين الموارد والتأسيس
وأكد المشروع أيضا على حماية الموارد الوطنية واستقلالية المؤسسات العسكرية والتنمية المتوازنة ومكافحة الفساد والشفافية ودعم شرائح الشباب والمرأة وتعزيز أدوارهم فى بناء الوطن
وفى نظام الحكم حوى المشروع على الفترة الانتقالية التأسيسية والفترة الانتقالية على أن لا يتجاوز أمد الفترة التأسيسية العام وتنتهى بنهاية مؤتمر الحوار السودانى السودانى وإجراءات التعديلات المطلوبة على الوثيقة الدستورية وتلخصت اهداف الفترة التأسيسية فى تهيئة الأجواء للحوار السودانى ووقف الحرب وردع العدوان الخارجى وإعادة تشغيل المرافق الخدمية وتهيئة الساحة السياسية والاجتماعية لتحقيق الاستقرار وإنجاح الفترة الانتقالية كما شملت تعين حكومة كفاءات ودمج جميع القوات والجيوش وحركات الكفاح المسلح فى القوات المسلحة السودانية وتنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق سلام جوبا فيما جاءت الفترة الانتقالية والتى يحدد اجلها مؤتمر الحوار السودانى متكاملة ومكملة لأهداف الفترة التأسيسية
ولفت المشروع إلى ضرورة أهمية مشاركة القوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية وارجعت ذلك إلى السيولة الأمنية والفشل فى التوصل إلى سلام شامل وتمرد مليشيا الدعم السريع وما صحبه من مهددات
ووفقا للمشروع تشمل مؤسسات الحكم الانتقالي المستوى الاتحادى والإقليمي و الولائي المحلي والاتحادى بينما تتمثل أجهزة الحكم الانتقالي فى مجلس السيادة والذى يمثل رمزية الدولة ومجلس الوزراء الذى يمثل الجهاز التنفيذى الاتحادى والمجلس التشريعى والسلطة القضائية والمحكمة الدستورية والنيابة العامة وفى محور السياسة الخارجية امن المشروع على تحقيق مصالح الوطن العليا واتباع سياسة حسن الجوار ورفض ومناهضة التدخلات الخارجية وشدد المشروع على معالجة الاختلالات الهيكلية فى الاقتصاد السودانى وتحويل التنافس الإقليمى لبناء شراكات استراتيجية لتحقيق المنافع الوطنية وأوصى المشروع على إصلاح وتطوير القوات المسلحة وبناء جيش مهنى وقوم. يتولى تفعيل وتحديث المنظومة الصناعية الدفاعية وتحديد مهام الشرطة والمخابرات العامة
وشدد المشروع على مشاركة كافة المكونات السياسية والمدنية والأهلية فى كافة مراحل الحوار السودانى دون إقصاء وشمل المشروع العدالة الاجتماعية والتعليم والإعلام وحقوق الإنسان والشباب والمرأة والسلام والوحدة
*الاتفاق وحلو اردول
اروع مافي ندوة الامس هو اتفاق الأحزاب على مشروع واحد واسوء مافيها هو ضيق الزمن الذي لم يسعف لطرح بعضا من الاسئلة بعد أن تم عرض المشروع وعقب عليه عدد من قادة الاحزاب،والملاحظ أيضا أن جميع المعقبين اتفقوا على أن مسودة المشروع قابله الإضافة والحذف ،والتى أكدها بداء مبارك اردول حيث كان أول المعقبين وقال إن معظم دول المنطقة لم تشكل بايرادتها وانما حدد شكلها وإدارتها في مؤتمر برلين ،وكذلك كان السودان حتى جاءت التمرد الأعنف والأغرب في العالم من قبل قوات الدعم السريع وأكد اردول أنهم عازمون على التوافق فيما بينهن كقوي سياسية على مستقبل السودان وإدارته بصورة جيدة في مرحلة مابعد الحرب واضاف اردول ” البلد دي ضقنا مرها وعايزين نضوق الحلو” واعقب ذلك ضاحكا ” مالحلو بتاع جبال النوبة” .
*قوتنا في وحدتنا
أما القيادية بالحزب الاتحادي الأصل د.شذي عمر الشريف فسبق تعقيبها حماس كبير وهي تنقل تحايا مولانا محمد عثمان الميرغني ،رغم إن البعض بداء ساخطا على ذلك بيد أنهم ارتاحوا قليلا وهم يستمعون إليها وتقول ان كثيرين ارادوا ان يستثمروا في ان القوى السياسية مختلفة لكن نحن متوحدين حول المشروع الوطني الذي طرحناه هذا كتابنا كقوى سياسية وطنية .وأشارت إن هذا هو كتابنا وهذا الحوار لن يتاتى الا اذا كان حوارا لكل القوى السياسية وقالت ( تعالوا جيبوا كتابكم معنا)، ولم يذهب بعيد يوسف محمد زين حيث قال أن الحرب دمرت الكثير من البني التحتية وان الاوان لكي نتفق للخروج من هذا النفق المظلم،اما محمد وداعة فقال الحرب تجمع لها عرب الشتات والمرتزقة من عدد من الدول لطرد السودانيين من أرضهم ،لذا على الشعب السوداني أن يكون قد وعي الدرس جيدا ويعلم أن هذه الحرب ماكان لها أن تقوم لو كانت القوي السياسية موحدة وعلى قلب رجل واحد واضاف وداعة اننا في حاجة للتسامح ونبذ الجهوية والتلاحم وتنظيم العلاقة بيننا،ولم يختلف القيادي معتز الفحل عن من سبقوه في حديث وزاد قائلا “نفتخر أننا مع الجيش وخلفه وسنكون كذلك ” وأكد الفحل أن قوتنا بتوحدنا ووحدتنا .
*صراحة مناوي والإسلاميين
بدء حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي كعادته دوما في حديثه..الصراحة عنوانه والشفافية مبداءه مع خفة مايقول وقال إن مثل هذا المشروع يمثل رمي حجر في بركة ساكنه ودعا
الى وضع خارطة طريق لحل المشكل السياسي في البلاد واعتبر مناوي مسودة المشروع إحدى الجهود التي بذلت بواسطة العقول السودانية علاوة على أنها تمثل خارطة طريق حال تم التوافق عليها بإجماع القوى السياسية. وتجاوز نقاط الاختلاف ،ودمغ المسودة بأنها خاضعة لمزيد من التجويد أو التخلي عنها حال أراد الشعب السوداني ذلك
وأشار مناوي إلى أن الحديث يدور حول وضع رؤية تأسيسية للسودان واستدرك مازلنا نواجه مشكلة أساسية. وهي فقدان التراضي فيما بين الناس .
وعدم الوصول إلى التوافق التام بين كافة المكونات والأديان والمعتقدات الدينية والثقافية
وزاد قائلا لابد من فاصل مداري والصبر علي بعضنا البعض لجهة المضي للامام
وارجع الأوضاع الراهنة التي وصلت إليها البلاد اليوم الى اختلاف الايدولوجيات والصراع بين اليمين و اليسار والتوافق على الباطل في بناء الحكومة المشتركة مع تقدم والدعم السريع تحت شعارات حرية -سلام -عدالة
ووجهة اتهامات مباشرة للدعم السريع بأنه جلب التمويل من دولة محددة مما جعله جزء من الحكومة
وتم إزاحة الحزب والإتيان بالمليشيا
وحذر من تكرار الأخطاء والذي بدوره يأتي بدولة فاشلة .مناديا بالتعاهد على الحد الأدنى بين المكونات السياسية والمجتمعية وحفظ الحقوق على أساس المواطنة وتطبيق المساواة أمام القانون وتوزيع الفرص بالتساوي
وشدد أن هنالك ستة قضايا اساسية يتمثل حلها في الحوار المشترك
ونادى بعدم تجاهل الإسلاميين وإبعادهم عن المشاركة في الحكم واضاف لا يمكن سحب جنسيتهم ولديهم حقوق مطالبا الإسلاميين بإجراء مراجعات مهمة و محاسبة أنفسهم قبل حساب الناس و بشأن تقدم وصفهم بأنهم ركبوا سرج الإسلاميين واخطائهم كبيرة جدا علاوة على أنهم تغطوا بالمدنية في جرائمهم كافة بجانب الحوار مع الدول الداعمة للحرب. وقضية الدين والدولة وجزم بأهمية وضع خارطة الطريق وطرحها لكل الناس للمضي معا كشعب سوداني
.