الخميس المقبل .. انطلاق ثاني “وثبات الحماية المجتمعية” لتسليم 10 أطفال لأسر بديلة ضمن مشروع الرعاية الوطنية بكسلا
في إطار جهود الدولة السودانية لترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية و حماية الفئات الأكثر هشاشة و تنفيذاً لتوجيهات القيادة بإعلاء قيمة الإنسان وتوفير بيئة آمنة وكريمة للأطفال فاقدي الرعاية تشهد ولاية كسلا الخميس المقبل انطلاق الوثبة الثانيه لتسليم 10 أطفال لأسر بديلة ضمن المشروع الوطني للرعاية الأسرية البديلة الذي تقوده وزارة التنمية الاجتماعية بولاية كسلا .
و يأتي ذلك بعد عملية إنسانية بالغة التعقيد تم خلالها تحويل ملف رعاية الأطفال فاقدي السند من ولاية الخرطوم إلى كسلا في ظل ظروف استثنائية فرضتها الحرب الجارية حيث تمكنت الجهات المختصة من إجلاء 253 طفلاً تم استقبالهم وتأمينهم داخل مركز مدرسة الدارين بحي الختمية القديمة .
وفي مشهد يعكس تكاتف مؤسسات الدولة مع الشركاء الدوليين و المجتمع المحلي تم توفير كافة احتياجات الأطفال من رعاية صحية ونفسية بدعم من منظمة اليونيسف عبر شريكها الوطني CDF و بإشراف مباشر من الأستاذ وليد صالح محمد عبد الله مدير دار الطفل اليتيم المايقوما و بمتابعة دقيقة من الأستاذ عمر عثمان وزير التنمية الاجتماعية و نائب والي كسلا .
و وفق خطة الوزارة يُقيم حالياً بالمركز 44 طفلاً في انتظار دمجهم ضمن أسر جديدة في وثبات لاحقة ، سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة في إطار رؤية شاملة تهدف إلى إنهاء الرعاية المؤسسية تدريجياً و استبدالها بنموذج الرعاية الأسرية المتكاملة .
ورغم النجاح المحقق لم تخلُ عملية الإجلاء من المآسي حيث تعرضت القوافل الإنسانية لمضايقات و اعتداءات من مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية مما أدى إلى وفاة 6 أطفال في الطريق في حادثة هزت الضمير الوطني و الإنساني وأكدت من جديد أهمية استكمال المشروع لحماية أرواح الأطفال الأبرياء .
و أكدت وزارة التنمية الاجتماعية بكسلا أن المشروع يُعد نقلة نوعية في مسار حماية الطفل ويُجسد توجه الدولة السودانية لبناء منظومة إنسانية عادلة و مستدامة تضمن لكل طفل الحق في النمو داخل أسرة بعيدًا عن الملاجئ و المؤسسات المغلقة.
و يعكس هذا المشروع الإيمان العميق بأن الأمن الاجتماعي يبدأ من الطفولة وأن الحماية الحقيقية لا تُبنى فقط بالسلاح بل بالمجتمع وبالأسرة و بالرؤية الواعية للدولة التي تضع الإنسان في صدارة أولوياتها .