السماني البصري يكتب علم من بلادي .. الشيخ الوسيلة الشيخ السماني

هذا الرجل عظيم بكل ما تحمل كلمات العظمة من معنى كان الرجل عالما وزاهدا ومتواضعا وكريما وهو أكبر من أن يوصف بكلمات، فكل لحظه التقينا فيها ذلك الطود الاشم كان لنا درسا في منحى من مناحي الحياة وشعابها، ونحَمد الله اننا أدركنا جزء يسيرا من سنون عمره المليئة بالبذل والعطاء ونكران الذات، ولعل ما فاتنا من معاصرته أو مجيالته كان فقدا كبيرا لأن الجلوس مع هؤلاء العظماء كأنما يطوي لك التاريخ والزمن من أطرافه، وكأنما يقدم لك عصارة التجارب وجوامع الكلم، ومثل هؤلاء الافذاذ قل إن يجود بهم الزمان. كان كثيرا ما يعطيك الثقة في نفسك ويهب لك إحساسا بإنك ذو قيمه، ويفسح لك مساحة من الأمل وبراحا من الافق وبعدا للمستقبل، في حين إنما تلاقيه من آخرين انتهارا أو توبيخا وتظل عندهم صغيرا مهما بلغت من النبوغ والعبقرية، بفارق الزمن ويتوهم هؤلاء بأنهم كِبارا بعامل السن
فهذا الشيخ الوقور الوسيلة حٌقَ له هذا الاسم، فإن للرجل من اسمه نصيب فكان نصيبه أن جعل وسيلة لكل خير، حاملا لكل معروف، حاضا لكل قيمه ورافعا لكل فضيلة
الكل يشهد له بأنه كان شخصيه مختلفة في زمان ومنعطفا عجيبا من مفاصل التاريخ
قيضه الله للأسرة. أضاف إلى عظمتها ما تحتاجه من مجد وشرف وسؤود وجعله الله في منطقه النيل الأبيض وفي قرية العرشكول ومنها عبر الي أعالي القمم ويكفيه ان قام بتصديق واستصلاح مشروعا كاملا لمنطقته ليحمل اسمه وليس له في حواشه وهو من قسم وخطط واستجلب الوابورات وشق المجاري للمياه، ولو اراد لفعل وكتب لنفسه ولكنه كان عظيما وكبيرا فالقائد اول من يضحي واخر من يستفيد، اما عن علم الرجل وصلاحه وريادته في العمل السياسي والاجتماعي فتلك أسفار نأتي إليها في مُقبل الاوقات ان كان في العمر بقية. رحمك الله في الأولين وفي الآخرين