الشهيد مساعد محمد عمر .. عاد من المعاش من أجل حماية البلاد والعباد

إبراهيم باترة
عاد البطل الهمام مساعد محمد عمر من المعاش الاجباري ليؤدي ضريبة الوطن في حرب المليشيا المرتزقة المغتصبة ليكون ايقونة للشباب وملهم لهم في الاستنفار والعمل يداً واحدة خلف قوات الشعب المسلحة، عاد من أجل الوطن فنال الشهادة التي طلبها وعمل لها وقالها بالفم المليان: لن اعود إلى داري قبل دحر كل المليشيا المرتزقة التي ارادت أن تبني امبراطورية ال دقلو على حساب الشعب السوداني الابي
لم يكن مساعد محمد عمر إلا بطلاً وملهماً للشباب والكل يطرح سؤاله كيف يعود مساعد وهو الذي احيل للمعاش في ريعان شبابه.. نعم عاد لصفوف المقاتلين لأن القضية قضية وطن كان لا بد من تضحية فيها ولا بد من احتساب ولا بعد من عمل جماعي من اجل طرد مليشيا ال دقلو التي استهدفت الأبرياء قتلاً وتهجيراً ونهباً واغتصاباً فكان لا بد من تصدي قوي لها فكانت فكرة عودة عدد كبير من معاشي القوات المسلحة السودانية ومن بينهم المقاتل البطل الشهيد مساعد محمد عمر الذي قدم دروس في التضحية من أجل البلاد والعباد
نعم هنالك الكثير من العساكر تركوا مواقعهم وتواروا دون خجل وسافروا الى الخليج ومصر خوفاً من الموت وفي ذات الوقت كانت التضحية حاضرة عند العديد من الأبطال وكان من بينهم بكل شرف النقيب مساعد محمد عمر الذي ما عاد لصفوف المقاتلين إلا من أجل الوطن والأهل وطرد هذه الشرذمة
ناس البطل مساعد محمد عمر ما أراد مدافعاً عن وطنه لكنه ترك الحسرة والحزن يخيم على مئات الالاف الذين كانوا يعتبرونه وطن داخل هذا الوطن – كيف لا وهو الذي كان يشكل ايقونة في مجتمعه ورجل خير بين اهله لا يتأخر في حالات المرض ويتقدم الصفوف عند الواجب ولا ترى منه غير ابتسامته التي لا تعرف الغياب
عاش مساعد محمد عمر حياة مفعمة بالمحبة والطيب والضحك وصناعة النكتة واكرام الأهل والتعامل مع الناس بطريقة مدهشة
كان طبيعي أن يخيم الحزن على جميع معارفه وأصدقائه وأهله وجيرانه – فهم فقدوا مساعد الذي كان يمثل وطن صغير ويجمعهم على الخير ويقدم من اجلهم كل غال ونفيس
رحم الله مساعد الذي ولد وترعرع في الفكي حامد ارض المرابطون والشهداء وعاش في عموم محلية ابوقوتة بكل طيب وسلم وسلام وما ترك بعد استشهاده إلا تلك السيرة الطيبة ناصعة البياض
اللهم ارحمه واغفر له وتقبله شهيداً يا كريم يا منان