الصحفيون وعقار (٢)

*في الحلقة السابقة ذكرنا اهتمام نائب رئيس المجلس السيادي “الجزئي” بشريحة الصحفيين ،وذكرنا وعد أحد المستشارين السياديين ببعض الاهتمام بالصحفيين الذين بصحبتهم أسرهم وأطفالهم يعانون معهم في المسكن والماكل والمشرب دون أن يجدوا مجرد نظرة من الدولة.
*نشكر جدا عقار على اهتمامه بالصحفيين كما نشكر الوسيط الذي قاد مبادرة اسكان الصحفيين “العزاب” في مدينة بورتسودان دون غيرهم من الصحفيين بأسرهم الصغيرة والكبيرة ،والسؤال الذي يتبادر الي الأذهان هو لماذا فقط الصحفيين الموجودين في العاصمة الإدارية دون غيرهم من صحفي السودان النازحين في المدن الآمنة الأخرى؟ وهل يكرر السيادي خطاء “الخرطوم” والاهتمام بالمركز -العاصمة الادارية- دون الولايات ؟
*حسنا..إن الاهتمام بسكن الصحفيين والصحفيات في بورتسودان اقتصر على فئة محددة دون غيرهم ،وعلى الرغم من مساواة الجميع في النزوح والوضع المترد بيد أن الزملاء الصحفيين والذين معهم اسرهم لم يجدوا أي اهتمام لا من السيادي ممثلا في نائب الرئيس مالك عقار ولا من وزارة الإعلام وغيرها من الوزارات ولا من المستشارين أو في غيرهم.
*دفع عقار ملايين الجنيهات لإسكان الزملاء الصحفيين والصحفيات ولم يجد الصحفيين بأسرهم مليم واحد وبعضهم يسكن في منازل دون مرافق صحية وآخرين في مدارس غير مهيئة وغيرهم من الزملاء يفعل المستحيل لاستئجار منزل متواضع يغيه هو واسرته شرور الطبيعة في مدينة وصل غلاءها الي أكثر من المدن الأوربية.
*اهتم -السيادي مشكورا -بجزء من الإعلاميين ولم يهتم بآخرين ربما لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ،وربما تكون الرسالة قد وصلت إلي الجنرال عقار ناقصة من الوسيط الذي نقل له معاناة الصحفيين في العاصمة الإدارية ،وهانحن نقولها له إن لم تصله بأن مدينة بورتسودان بها صحفيين عانوا كثيرا في الحرب مثل غيرهم ونزحوا بأسرهم وفقدوا أموالهم وممتلكاتهم وقابلوا الصعاب في الطريق الي بورتسودان .والان يجدون عدم الاهتمام وكأنهم خارج هذه الشريحة التى تجد الاهتمام من السيادي.
*في الشهر الفضيل زار عقار دار الصحفيين وديار الصحفييات وقدم لهم الدعم والعون اللازم ولم يسأل عن بعض الصحفيين المتواجدين باسرهم ،وان كان اهتمام السيادي بهذه الشريحة من أجل علاقة أو صداقة قديمة مع البعض فهذا يعني أن الذين لا علاقة لهم بالمسئولين سيضيعون تحت الارجل أما ان كان الاهتمام باعتبار أن الرجل الثاني في الدولة يبدي اهتمام بهذه الشريحة المهمة فيجب عليه أن يكون الاهتمام بكل قبيلة الإعلام وليس جزء من الذين يتواجدون في المدينة الساحلية .
*استغرب جدا وربما يتفق معي البعض في كيفية إيصال الدعم لهذه الشريحة عبر أفراد -وان كانت نيتهم سليمه -ويشكرون عليها ولكن من الواجب أن يكون أي دعم أو مساعدة للصحفيين عبر رابطة الصحفيين السودانيين والتى تكونت شرعا بموافقة الجميع في بورتسودان وغيرها من المدن الآمنة فهذه الروابط تعتبر هي الكيان الرسمي والمتفق عليه ويجب أن يكون أي عمل من الدولة أو مؤسساتها اتجاه الصحفيين عبر هذه الروابط والتنسيق معها حتى تتم محاسبة مكتبها التنفيذي في نهاية دورته ولكن كيف للصحفيين إن يحاسبوا أشخاص وسطاء بين مسئولي الدولة والصحفيين ؟بالطبع لا يمكن محاسبتهم وهنا يكون بابا من الفساد قد انفتح على مصراعيه في عهد السودان الجديد في مرحلة ما بعد الحرب.