أخبار عاجلةمقالات

العبد الشجاع

العبد الذي نقصده هنا هو المزارع الحاج عبدالرحمن العبد الذي دخل في مجال بعيد كل البعد عن مجاله إذ يعمل مزارعا نما ثروته

 

بعصامية وجهد كبير بذله لكن لم يكنز هذا المال بل عمل علي إفادة أهله في ولاية كسلا به حينما نفذ مستشفي العبد الدولي الذي يعد من أضخم المستشفيات الخاصة بولاية كسلا.

 

دخل العبد بثقله واستفاد بذكاء يحسب له من الحرب لكن بطريقته عندما علم بمقدم عدد ضخم جداً من الأطباء والاستشاريين الذين نزحوا لولاية كسلا والتقط منهم قفاز المبادرة وانشأ

 

مستشفي العبد الذي يضم العديد من التخصصات النادرة التي لم تكن موجودة بكسلا من قبل.
وعندما نتحدث عن شجاعة العبد فهو لم يخف من المغامرة بماله ودخل في مجال صعب جدا

 

لايدخله حتي اكبر الاستشاريين والأطباء وهو انشاء مستشفى تخصصي بهذه المواصفات ليس جبنا منهم بل لأن كلفته ضخمة جداً وحجم المغامرة فيه أكبر.

 

شجاعة الرجل تكمن في أنه جلس واستمع للاستشارين النازحين الذين وفدوا لكسلا من ولايتي الجزيرة والخرطوم ونفذ معهم اضخم مستشفي بالولاية بكلفة تبلغ تريليونات الجنيهات

 

لايبتغي منها سوي تقليل الجهد والوقت وتوفير المال علي مرضي الولاية الذين كانوا يعانون كثيراً في البحث عن تخصصات لم توفرها جميع مستشفيات كسلا حكومية وخاصة.

 

شجاعة الرجل في أنه أنفق هذه المبالغ في ظرف بالغ التعقيد والبلاد تشهد وضع اصعب في ظل معركة الكرامة التي يخوضها الجيش السوداني ضد المليشيا المتمردة لكنه لم يخاف أن يضيع

 

ماله سدي بل دفع دم قلبه من أجل مواطن كسلا إذ يسعي المستشفي لتقديم أفضل الخدمات الطبية بأقل تكلفة مما هو موجود الان داخل الولاية،حيث وفر أجهزة تشخيصية ومعدات طبية غير موجودة بكسلا لتشكل إضافة حقيقية للعمل الصحي بكسلا.

 

نعم كان حاج العبد شجاعاً وهو يلج هذا المجال في وقت كان يمكن له أن يستثمر ماله هذا في بناء شقق فندقية وايجارها باعلي الثمن ويحقق عوائد ضخمة بدلاً عن ولوج مجال ربما يخسر منه أو في أسوأ تقدير يحتاج وقت طويل ليسترد رأسماله الذي بذله في إنشاء هذا المستشفي الضخم.

 

نكتب عن الرجل ومستشفاه الذي مثل إضافة حقيقية للنهضة العمرانية والصحية بولاية كسلا إذ يمثل مستشفي العبد شامة في جبين ولاية كسلا من حيث التصميم العمراني والبناء الذي أبدع فيه المهندس المصمم للمبني،مثلما أبدع حاج العبد في اختياره لادارة شابة للمستشفي تمثل في دكتور السمؤل الاستشاري النازح الذي يدير مجموعة من الكوادر الطبية المتميزة والمؤهلة لفائدة انسان كسلا.
غامر حاج العبد ودفع أموالاً طائلة لتوفير أفضل الأجهزة الطبية الحديثة كجهاز الأشعة المقطعية الذي تتجاوز تكلفته الثلاثمائة ألف دولار بجانب أجهزة تشخيصية ومعدات طبية غير متوفرة في أعتي مستشفيات كسلا ،وكل ذلك في فترة وجيزة وتوقيت كما أشرت عصيب جداً.

 

لماذا نكتب عن العبد ومستشفاه؟ سؤال قد يتبادر الي ذهن اي قاريء وهنا أقول لا اعرف العبد من قريب أو بعيد رغم أن رجل بهذه العقلية والانسانية يشرف من يعرفه ويباهي به فهو رغم أنه لاعلاقة له بالطب وكان يمكنه أن يستثمر ماله في مجاله الزراعي أو اي مجال آخر أقل تكلفة إلا أنه اثر الدخول في المجال الطبي بثقله ووفر معينات تعين الكادر الطبي لتوفير خدمة متميزة لإنسان كسلا وجيرانها،ويمنع عنهم تكبد المشاق والسفر لخارج الولاية وفي بعض الأحيان لخارج البلاد.
يسعي مستشفي العبد الدولي لتوطين العلاج داخل ولاية كسلا من خلال التخصصات النادرة التي جلب لها افضل الكوادر في مجالات العظام والعمليات الدقيقة في المجال،بجانب امراض جراحة الكلي والنساء والتوليد،ويعمل المستشفي الذي ولد بأسنانه علي تدشين قسم عمليات الكبد وهي من المعروف أنها من العمليات الدقيقة والمكلفة جداً ولا تتوفر إلا في مستشفيي ابن سيناء وعلياء قبل أن تدمرهما المليشيا المتمردة في حربها علي المواطن السوداني.

 

لم تغفل إدارة مستشفي العبد أهمية توفير وحدة العناية المكثفة والوسيطة إذ جلب لها أكبر استشاري عناية وسيطة علي مستوي السودان ليدير هذا القسم الحساس والمهم،كما تعمل إدارة المستشفي علي ادخال مركز غسيل الكلى بالمستشفي ليكون عمله متكاملاً في تقديم خدماته الطبية.
هنيئا لكسلا بأن يكون من بين أبناءها البررة امثال الحاج عبدالرحمن العبد الذي لايفكر في المستشفي كمشروع استثماري ربحي بالدرجة الأولى بقدرما يعمل علي اعانة مجتمعه وأهله ويظهر ذلك من خلال التكلفة الأقل للخدمات

 

الطبية التي يقدمها المستشفي مقارنة بجميع المشافي الموجودة بالولاية حيث عكفت إدارة المستشفي علي تحديد اقل الاسعار في المستشفيات النظيرة بالولاية كنوع من المسؤولية المجتمعية للمستشفي تجاه المجتمع الكسلاوي،وذلك مايجعلنا نتحدث عن هذا النموذج المشرف للإنسان الكسلاوي الذي يفكر الضعفاء من أهله عبر هذا المستشفي الضخم الذي بلاشك يمثل نقطة مضيئة في العمل الصحي بولاية كسلا.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى