القوة

هي طاقة وقدرة طبيعية على فعل شئ ما أو تحمل الضغوط والتحديات، القوة تعني القدرة على التحمل والصمود في مواجهة الصعاب والجهد المبذول لتحقيق الأهداف والتغلب على العقبات.
هناك العديد من أنواع القوة، مثل القوة البدنية والقوة العقلية والقوة العاطفية والقوة الاجتماعية.. قد تكون القوة طاقة وقدرة ذاتية سياسية أَو صناعية أَو حربية أو الحُكم وبسط السيادة والنفوذ.
القوي هو أحد أسماء الله الحسنى،ورد في القرآن الكريم تسع مرات منها: قوله تعالى: “كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، (الأنفال-52) ووردت كلمة “قوة” في (26) آية من القرآن الكريم،منها قوله تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، (البقرة-63).
القوة المحمودة هي القوة التي تستخدم للدفاع عن النفس وحماية الضعفاء والمظلومين والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة واستخدام القوة للذود عن الأبرياء والدفاع عنهم، أما القوة
المذمومة تكون باستخدام العنف لتحقيق أهداف شخصية واستغلال السلطة لإذلال الآخرين والتسلط على الضعفاء والاستيلاء على ممتلكاتهم بطرق غير قانونية، هي القوة التي تستخدم لإيذاء الآخرين.
الإسلام يحث على استخدام القوة بشكل محمود للدفاع عن النفس والمظلومين ولكنه ينص على ضرورة استخدام القوة بحكمة وعدالة وعدم إساءة استخدامها.
“وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة-190)، هذه الآية تحث على استخدام القوة في الدفاع عن النفس ورد العدوان ولكن بشرط عدم التجاوز
والظلم والسنة المطهرة تدعو المؤمنين أن يكونوا أقوياء، ” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى
مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ، ولَا تَعْجَزْ، وإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا كَانَ كَذَا وكَذَا، ولَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ ومَا شَاءَ الله فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانَ، . (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).. القوة في
الإسلام ليست القوة البدنية فحسب ولكن هناك قوة أخرى هي مجاهدة النفس بعدم اتباع الهوى وامتلاكها عند الغضب، فقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، (متفق عليه) وهذا الحديث ذكره الإمام النووي، رحمه الله، في باب الصبر، لأن الإنسان حينما يحتدم الحنق في قلبه ويمتلئ غيظاً وغضباً فإن
السيطرة على النفس عند ذلك وكبح جماحها عن التعدي يحتاج إلى صبر عظيم.
أمر الله سبحانه وتعالى أن نعد العدة الحربية والمدنية حسب الاستطاعة لمواجهة العدو
الساعي لإبطال ديننا وقتلنا،وأن نسد الثغور لئلا ينفذ منها العدو وذلك بأن تكون الخيل معدة في رباطها(الجاهزية) ، قال الله تعالى:(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (الانفال ـ 60)، “قوة” تعني هنا كل ما يتقوى به من سياسة
واقتصاد وتماسك مجتمع وقوة عسكرية وبشرية أي جميع القوى المادية والمعنوية حسب التقدم العلمي والحضاري والإرهاب في الإسلام هو
تهديد العدو بإظهار القوة، هو ليس كالترويع بإعمال العنف والإسراف في القتل وكل ماهو شنيع لإنزال الروع في نفوس الخصوم وترويع المسلمين واخافتهم، هذا محرم،أما بث الرهبة في قلوب الأعداء فهي مطلوبة.