(الليمون في جنيف)!.
الصراع الأمريكي حول الملف السوداني مازال حاضرا بقوة داخل البيت الأمريكي!..
والذي أشار علي (توماس بيرللو) بالذهاب الي جدة للتشاور مع الحكومة السودانية لم يستطيع إجباره على التحدث بتلك اللياقة الضرورية..
(ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما)..
وحق لـ(ابونمو) ان يغضب..
ومن استغضب ولم يغضب فهو (طبيق وعمران)!..
كان مشوار المبعوث الأمريكي إلى جدة (تحصيل حاصل) أو (هاسل فارغ) كما يقول اهلي الحلفاويين) و(وجع ضهر ساي) كما يقول اساطين (الكونكان)، إذ أن فريقا من صناع المشكلات الأمريكي حسموا أمرنا وقطعوا بشأننا وحددوا الموعد والمدعوين والفنان والأجندة والمراسم..
ليكون حضور حكومة السودان مجرد (كاموفلاج)!..
طبعا أصلاً الدعم السريع في يدهم..
(يمين يمين شمال شمال)..
فمضوا إلى خيار (البصيرة ام حمد) وتفعيل خاصية (شقاق بينهما)..
فجأة تحولت جنيف إلى استحضار ذات العفاريت التي شادت إطار الملحمة..
لا يسأم هؤلاء القوم ولا يملوا ابدا..
يعودون إلى ذات المنادمة والسقيفة دون أن يسترجعوا ذاكرتهم (المُتسمّكة) فيروا كيف استطاعوا أن يقلبوا حيواتنا الوادعة إلى جحيم متصاعد؟!..
▪️كلهم كانوا هنا-هناك..
بي (ربطة المعلم) و(ربكته)..
لم يتذكروا ماضيهم القريب..
لم يأن لهم ان يذرفوا دمعة واحدة على (خميس ابكر) وهو أحد أبرز الموقعين على (اطاري الساحق والماحق والبلا المتلاحق)!..
(دا الحالة وقَّع)!..
▪️في الأيام الأخيرة لـ(فولكر) كنت -وعلي نحو إنساني- الحظ كيف هدَّته الحرب الناشبة، والتي كان يظنها مجرد (كرت ضغط) فاستحالت إلى حقيقية متفحشة وضارية..
كنت أشفق عليه وهو يكثر من الشرود والتوهان مع حزن عميق وظاهر لم يغادره رغم محاولاته المضنية لثبات انفعالي لم يعد ممكناً..
لذلك لم استغرب استقالته المنطقية والمبررة..
فلا يستطيع أي إنسان سويٌ وعاقل إنكار ما اقترفته يداه من خراب وحريق، حتى ولو كانت جريمته علي غير عمد ولا إصرار وترصد!..
لكنني استغرب اليوم في عودة (شلة الرباعية) إلى جنيف و(كأنك يا أبوزيد ما غزيت)..
(زي كأنو مافي حاجة)..
تسللوا من جديد الى (مواضيعنا) وجلسوا وبراءة الأطفال في عيونهم ليعودوا إلى تكرار ذات المسلسل الذي أودى بنا إلى التهلكة..
فولكر برغم كل ما فعله فينا يظل الأفضل فيهم..
عنده (حبة اخلاق) وبعض الانسنة..
استقال منتحباً..
وترك (القراد) و(ذباب الأعين)!..
▪️كانت (مريم الصادق) تقول لي أواخر أيام الاطاري:
(والله بقيت لامن أسمع بالاطاري بطني بتطم)!..
كان هذا قبل الحرب وقبل أن تقتل (خميسا) الفئة الباغية..
فهل يدخل (الليمون) ضمن أجندة (بيرللو)؟!..
ام ان (اجرو صلاة)؟!..
استغرب كيف يمكن أن (يسوقونا بالخلاء)..
ليسرق بضعة أشخاص لسان شعب بأكمله وينصبوا وصايتهم على دولته ويرغمونه على التنازل عن وجعه ووجهه وكرامته وحق الصراخ؟!.