أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

المرحلة الثالثة: تحول استراتيجي في معركة الخرطوم

* أعلن القائد العام لقوات الشعب المسلحة ، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن بدء “المرحلة الثالثة” من العملية العسكرية داخل ولاية الخرطوم ، جاء هذا الإعلان بعد نجاح الجيش في استعادة السيطرة على مدينة الخرطوم بحري، من مصفاة النفط في أقصى شمالها إلى جسر المك نمر في أقصى جنوبها، مع بقاء جيوب صغيرة للمليشيا في كافوري، الحاج يوسف، وشرق النيل، هذا التطور يشير إلى أن المعركة دخلت مرحلة جديدة وحاسمة ، تحمل العديد من الدلالات العسكرية والسياسية المهمة.
*_المرحلة الثالثة :تحليل المفهوم_*
* إذا نظرنا إلى مسار الحرب منذ اندلاعها، سنجد أن الجيش تحرك وفق ثلاث مراحل واضحة. المرحلة الأولى كانت مرحلة الدفاع والصمود، حيث واجه الجيش هجمات المليشيا التي سعت للسيطرة على العاصمة، لكنه تمكن من الحفاظ على مواقعه الاستراتيجية الأساسية. ثم جاءت المرحلة الثانية، التي شهدت استعادة تدريجية للأرض من خلال عمليات عسكرية محكمة، أدت إلى إخراج المليشيا من مواقع رئيسية مثل القيادة العامة وجسور الخرطوم، وصولًا إلى استعادة الخرطوم بحري بالكامل تقريبًا. والآن، تدخل المعركة مرحلتها الثالثة، التي تهدف إلى استئصال المليشيا نهائيًا من المناطق المتبقية، وتأمين العاصمة بشكل كامل.
*_ماهية المرحلة الثالثة: تكتيكات الحسم العسكري_*
* هذه المرحلة لن تكون مجرد استكمال للمواجهات العسكرية، بل ستشمل عمليات نوعية تستهدف تطهير الجيوب المتبقية في شرق النيل وأطراف الخرطوم، حيث لا تزال المليشيا تتحصن في بعض الأحياء والمناطق الصناعية. المعركة في هذه المناطق لن تكون تقليدية، إذ من المتوقع أن تلجأ المليشيا إلى تكتيكات حرب المدن، مثل الكمائن واستخدام الألغام والقنص، وهو ما يتطلب عمليات اقتحام دقيقة يديرها الجيش بأسلوب مدروس يضمن تقليل الخسائر وتأمين المناطق المحررة سريعًا.
* في الوقت ذاته، يبدو أن الجيش سيتحرك لتأمين محيط الخرطوم، ومنع أي محاولات لإعادة التسلل أو الحصول على إمدادات جديدة. وهذا قد يشمل توسيع العمليات العسكرية في الطرق والممرات التي تربط العاصمة بالولايات الأخرى، لضمان عدم حصول المليشيا على تعزيزات من مناطق مثل الجزيرة أو كردفان، فضلًا عن تشديد المراقبة الجوية والضربات الاستباقية على خطوط الإمداد التي يستخدمها الدعم السريع.
*_المرحلة الثالثة وحرب المعلومات والسيطرة على الإمدادات_*
* إلى جانب المواجهات العسكرية، من المتوقع أن تشهد المرحلة الثالثة تصعيدًا في الحرب الإلكترونية والمعلوماتية. وقد يكون إعاقة الاتصالات التي تستخدمها المليشيا جزءًا من الاستراتيجية، إلى جانب التشويش على الطائرات المُسيّرة التي أصبحت عنصرًا رئيسيًا في يد النليشيا. كما أن الجانب النفسي سيكون حاضرًا بقوة، حيث قد يلجأ الجيش إلى اساليب الحرب دعائية المكثفة لتعزيز حالة الإحباط والتدهور المعنوي في صفوف المليشيا ودفع عناصرها إلى الانشقاق أو الاستسلام.
* بالتوازي مع التطورات داخل العاصمة، من المرجح أن تشهد المرحلة الثالثة تصعيدًا في الغارات الجوية ضد معاقل المليشيا خارج الخرطوم. الضربات قد تستهدف مراكز القيادة والإمداد والفزع في دارفور أو مناطق حدودية مثل جبل أولياء و الجزيرة، وذلك لضمان عدم إعادة ترتيب صفوف المليشيا بعد خسارتها لمواقعها في العاصمة.، فتح جبهات جديدة على المليشيا قد يكون جزءًا من خطة الجيش لتشتيت قواها ومنعها من التركيز على معركة الخرطوم فقط.
*_المرحلة الثالثة : تحديات محتملة للحسم_*
* لكن رغم هذه التحركات، تبقى هناك تحديات تواجه هذه المرحلة. أحد السيناريوهات المتوقعة هو أن تلجأ المليشيا

إلى تكتيكات العصابات وحرب المدن ، عبر تنفيذ عمليات
تفجيرية أو اغتيالات ، المناورة بالاسري والمعتقلين ،تكثيف التدوين العشوائي نحو الاحياء والمناطق المحررة . كما أن الدعم الاماراتي التشادب للمليشيا،. قد يمنحها فرصة لإطالة أمد المعركة عبر إرسال مزيد من الإمدادات والأسلحة. بالإضافة إلى ذلك نتوقع ان يقوم الجناح السياسي ” تقدم” بتوظيف هذه الإفرازات و التطورات لصالح المليشيا والامارات .
*خلاصـة القـول ومنتهـاه*
* إعلان المرحلة الثالثة ليس مجرد تصريح عابر، بل هو مؤشر على أن الجيش بات أقرب إلى تحقيق حسم ميداني في الخرطوم، وهو ما قد يغيّر المعادلة في الحرب المستمرة منذ شهور. نجاح هذه المرحلة سيشكل نقطة تحول رئيسية، ليس فقط في مسار المعركة، بل في مستقبل السودان السياسي والعسكري ككل.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى