أخبار عاجلةمقالات

المِحْنَة

 

ما يُمْتَحن به الإِنسان من بلية وما يقع فيه من شدة، المحنة اختبار قاسي وتحدي يقابل الشخص،

هي مواجهة صعوبات أو تحديات عصية في الحياة، قد تكون عاطفية أو مادية أو عقلية، ففقدان وظيفة أو مرض خطير أو فقدان شخص عزيز، يمكن أن تكون أمثلة على المحنة.. التعامل مع الفشل، أو الصعوبات المالية،

أو التغييرات الكبيرة في الحياة مثل الانتقال إلى بلد جديد أو فقدان الثقة بالنفس،الكوارث الطبيعية كالزلازل والسيول والفيضانات المدمرة والحروب تعتبر كلها من المحن الكبيرة التي تواجه الأفراد والمجتمعات بسبب الخسائر البشرية والمادية والصعوبات التي تحدث نتيجة لها.

من منظور الإسلام، المحنة تعتبر اختباراً من الله تبارك وتعالى للإيمان والصبر، وفرصة للتطهر من الخطايا وزيادة الأجر  والثواب..هي فرصة للتقرب لله سبحانه وتعالى من خلال الصبر والاحتساب وليعتبر المؤمن أن كل ما يصيبه من المحن هو بمشيئة الله عز وجل وأنها تأتي لتطهير القلوب من الكبر والرياء ولتمحو الذنوب وترفع الدرجات في الآخرة،روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد)،

أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى يوماً فقال: يارب أين أجدك؟ قال عز وجل: “عند المنكسرة قلوبهم فإنى أدنو منهم كل يوم قيراطاً ولولا ذلك لانصدعوا”.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:”وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (157)، (سورة البقرة)، هذه الآيات تشير إلى أن المحن قد تكون اختباراً من الله وأن الصبر والاحتساب فيها يؤدي إلى الهداية ورضا الله وزيادة الثواب.

عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه، قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:” عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ” . (رواه مسلم) .
أما من فوائد المحنة دنيوياََ، أنها تعزز الصمود والتحمل لدى الإنسان وتعطيه فرصة لنمو القدرات والمهارات وتطورها وكذلك تسمو به روحياََ،كما أنها تعلم الإنسان قيمة الصبر والتسامح وتجعله أكثر تقديراً للأشياء الحميدة في حياته، فيحافظ على النعم بشكر الله سبحانه وتعالى عليها وتجعل الإنسان يتغاضى عن كثير من الصغائر ويترفع عنها..

ومن فوائدها أيضاََ، أنها تظهر الصديق من العدو وتعرف الإنسان محبيه من مبغضيه، كل ذلك يظهر وقت الشدة، أما المحب فيقف بجانبك منصفاً وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً وأما الجبان فينظر إليك متفرجاََ ولا يقدم لك يد العون،قال الإمام الشافعي رحمه الله:
جزى الله الشدائد كل خير
وان كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها حمداً ولكن
عرفت بها عدوي من صديقي

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى