النيل الفاضل محمود يكتب..ما بين زلينسكي واوربا .. فلسفة الخوف والسقوط في مادة النصرة
احد فلاسفة اليونان كتب (في عام الارمادا وضعت امي توأمين الخوف وأنا )
قد تعجبك الطفرات التي حدثت لاوربا في كافة مجالات الحياة ،تبهرك باقوالها في قضايا الديمقراطية وشان السياسة ،نجحت في لمللمت الملة الأوربية في صعيد الاتحاد الأوربي، فتحت الحدود في ما بينها ،لا حوجة الي تأشيرة دخول او جواز سفر لمواطنيها، تقدمت أوربا في كل شئ حتي الكلاب وضعت لها مميزات غريبة جدا ،
أوربا حلم كل شاب له طموح ان يسافر لها حتي ولو أدي ذلك الي غرقه في المتوسط او اكلت الأسماك لحمه الادمي،
أوربا سقطت في امتحان الشهامة والنخوة والمروؤة والشجاعة وحماية الأطفال والكبار ونجدة الجار القريب ذو الملامح والشبه والشعر الأشقر والطول الفارع واللغة ،
سقطت أوربا في نجدة جار لطالما احتمي بها كل ما اطل عليه صباح ويباهي بجوارها ويخطب ودها ويعشم في الاقتران بها علي شريعة المصالح وسنة الاقتصاد ،
اوكرانيا الجريحة التي تنادي وا أوربا وا الناتو وا امريكا، لم يسمعها احد بل سمعها ولكن كما يقول المثل السوداني (اضان الحامل طرشا)
اوكرانيا تنادي ولم يستجيب احد ،سقطت الأقنعة ونصرة الإنسان، سقطت شعارات الحرية والسلام للجميع،
أوربا نفسها تعيش حالة انفصام داخلي ورفعت مستوي الأمن القومي فأصبحت الفوبيا تسيطر علي ساكنيها، ضاعت ملامح أوربا الشبابية وفعلا هي القارة العجوز
في هذه الحرب صغر كل شئ حتي الرؤساء الذين يتطاولون علي الصغار وبعض دول افريقيا ،
ماكرون وجونسون واخرون لم يسمع صوتهم احد إلا بالشجب والتنديد والادانة
فشلت أوربا في مادة الشجاعة والنجدة والنخوة والنصرة ،
أوربا الآن في محنة وامتحان عسير في تخصص الأخلاق والكرامة
حسبت أوربا ان الحياة هي الدوري الأوربي وباريس سان جيرمان والبارين ميونخ وليفربول ومانشستر يونايتد وريال مدريد، وصفقات اللاعبين بملايين اليورهات ،حسبت أوربا ان الحياة هي خبز ومال وصناعة ،ان الحياة هي برج ايفل ومتاحف الحرب ومعارض السيارات وسباقات الرالي وعرض الازياء وأفلام الكان، ولوحات الموناليزا والبابا يوحنا وكتابات ارسطو طاليس وسقراط، نعم هي مرتكزات حضارية مهمة ولكنها اسست لمنهج الفردانية ودور العجزة والمسنين والموت الرحيم ،افرغ الإنسان الأوربي من كل مقومات الحياة الفطرية السليمة التي تقوم علي الجماعية والضمير الحي والأخلاق
أوربا الآن تمتحن في أصعب امتحان حياتي قد يقرر وجودها ككيان،
اوكرانيا فقط انتي من يتحمل الاذي والدمار وفقط يعزونك بالمساعدات الإنسانية وفتح الحدود لاستقبال اللاجئين وتقديم الساندوتشات وقليل من الشيكولاتة وملابس البرد وتحديد زمن الإقامة لمواطنيك،
أوربا تحركها فلسفة الخوف وعداء الاخر