النيل يجمعنا

*قبل ساعات من مغرب يوم ساخن.. استحت فيه الشمس وحجبت أشعتها الحارقة المدينة الساحلية التي عرفت بصيفها اللاهب عند حدود الأحمر المالح.
* بعد صلاة المغرب كنا على موعد مع تدشين رواية الكاتب السوداني د. أشرف الريس.. (النيل يجمعنا)..
* وبعد أن بدأ الضيوف -الرسميين منهم والشعبيين- في التوافد إلى المكتبة الولائية، أرسلت لنا السماء حبات المطر، وكأنها ترحب بضيوف المكتبة في تدشين رواية حملت بجوفها علاقات لشعبيين يصعب فصلهما عن بعضهما منذ أزل التاريخ.
*شعبين جمعهما الدم.. والتاريخ.. والطيبة وسماحة الخلق.. وقبل كل هذا جمعهما النيل العظيم بثقافته وحضارته في وادي كله خير من شماله وجنوبه ..
اختيار اسم الرواية كتب نصف نجاحها.. “النيل يجمعنا” وعلى أرض الواقع هذا النيل جمع بين أهل السودان ومصر..وفي خيال الكاتب بين بطلي الرواية “مريم وحسام”، ليتحول النيل من مجرى مائي إلى عبق ثقافي يجمع الروح والدم بين شعب وادي النيل في جنوبه وشماله.
* الحضور في هذا التدشين امتاز بتنوعه.. وتحدث إليه الكاتب بقلبه وفصاحة لسانه ليعالج بالثقافة بعضا مما تفقده السياسة.
*تحدث منظما التدشين.. مدير المكتبة الولائية وتحدث بشفافية الحبيب الأمير جمال عنقرة صاحب( مركز عنقرة للخدمات الصحفية )واعترف بفترته التي عاشها في مصر متداخلا مع أهله في شمال الوادي ومتزوجاً من امرأة تعود جذورها إلى هناك ولكنه الآن لايستطيع أن يجلب لها أخت من هناك أيضاً”الزوجة الثانية”،
عنقرة تحدث عن سفره سابقا ببطاقة وادي النيل التي كانت مخصصة لشعبي البلدين، والتي وعد السفير المصري هاني صلاح في كلمته بقرب عودتها.
*جميع الذين تحدثوا أبدوا اعجابهم بالرواية حتى الذين لم يقرأوها أعجبتهم فكرتها، و الذين قرأوا الرواية أبدوا ملاحظاتهم عليها .
*أجمل مافي الحفل كان حديث السفير المصري الذي اقترح تحويل الرواية ل(فيلم أو مسلسل ) يتم إنتاجه في مدينة الإنتاج الإعلامي ..
+أروع مخرجات الحفل هو رمي وزير الإعلام خالد الإعيسر حجرا كبيرا في بركة التبادل الثقافي بين البلدين وتجاوب السفير مع هذه الفكرة ونتوقع أن تشهد الأيام القادمة حراكا كثيفا في إعادة الحياة لإذاعة وادي النيل، وضخ الروح الثقافية في السودان لتعود المقولة الخالدة “القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ”.
*النيل يجمعنا ليست رواية وإنما حالة وحياة بكل تفاصيلها بين شعب واحد يعيش في بلد واحد، لايؤمن بالفواصل التي وضعها المستعمر ليحدد هنا حدود مصر وهناك حدود السودان، وما يؤكد هذا أن مصر الآن يعيش فيها أكثر من ستة مليون سوداني دخل بعضهم بأرقامهم الوطنية فقط عند بداية الحرب ، فما بين السودان ومصر من علائق أكبر من أن تحدده وثائق سفر أو برتكولات رسمية.
*المقترح القادم سيكون رواية.. عروس البحر أو البحر يجمعنا لترصد تفاصيل حياة ما يجمع بين السودان ومصر والمملكة العربية السعودية، هكذا كان المقترح وأعتقد أنه سينفذ ..
مركز الحبيب عنقرة دوما سباق لمثل هذه الأعمال وغيرها و التي تحدث حراكاً في المجتمع، فشكراً الأمير جمال عنقرة وشكراً والي البحر الأحمر الفريق مصطفى محمد نور على الحضور الأنيق الذي أكسب الحفل بهجة وشكراً سفير المملكة العربية السعودية الذي حضر “بالزي الإفرنجي” مما جعل الكثيرين لايتعرفون عليه فالرجل يظهر دوما بالزي الوطني السعودي،
شكرا وزيرنا الرائع خالد الإعيسر وشكرا وزير الدولة بالخارجية عمر صديق الذي شرح بعض تفاصيل الرواية، وشكراً سامي الرشيد وشكراً عبد الرحمن الصادق المهدي وشكراً لكل من حضر هذه الأمسية الرائعة التي نظمت بإتقان وشراكة ذكية بين مركز عنقرة والمكتبة الولائية بمدينة بورتسودان.