الي وزير الشؤون الدينية (٣)

*في الحلقة السابقة وضعنا عدد من الأسئلة ان اجتهد وزير الشؤون الدينية في الايجابة عليها مؤكد سيعلم ان قراراته التي أخذها بعد ثماني واربعين ساعة من أداء القسم مجحفة في حق رجال واصلوا الليل بالنهار لإنجاح موسم حج ١٤٤٦ه،وان “توهض” الوزير قليلا في كرسي الوزارة وتمحص في إدارتها سيعلم الكثير من الخفايا التي يريد البعض اخفائها لاغراض يعلمونها جيدا.
*وليعلم السيد الوزير ان الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة سامي الرشيد كان في موقعه السابق كامين عام للحج والعمرة بولاية النيل الأزرق أكثر المطالبين بالعديد من الإصلاحات على المستوى القومي ولكن مطالبه هذه كانت تواجه الرفض والتعنت ومن بين هذه المطالب المشروعة كان إشراك أمناء الولايات في اختيار حزم الخدمات للحج لذا كان أول قرار له بعد التكليف بأعباء الامانة العامة هو إشراك امناء الولايات في اختيار السكن والطعام والترحيل لولاياتهم، فخطة الرجل التي يتخوف منها أصحاب النفوس الضعيفة تقوم على النزاهة والشفافية والوضوح.
*لذا ظل الرشيد يخوض معركة تتلوها أخرى من أصحاب الغرض والمرض الذين لم تسرهم هذه الشفافية وهذا الصدق والوضوح في إدارة ملف الحج وحزم خدماته..فبدأوا ببث الشكوك حول صحة القرض الذي تم أخذه من بنك الخرطوم لسداد تكاليف الحزم وطفقوا يطلقون التهم حوله وقالوا قرض ربوي مع العلم ان هذا الغرض لم يكن الأول في تاريخ المجلس وربما لن يكون الاخير ولكن لان الحملة مقصود بها شخص سامي الرشيد كانت اثارت هذا الموضوع في عهده الذي بداء فيه حملة النظافة للفاسدين، ثم جاءت مرحلة إختيار النواقل الجوية والبحرية وما أن أعلنت اللجنة المكلفة الباخرة التي فازت بنقل الحجاج حتى انبرى ذات الشخوص وكالوا التهم جزافا لسامي الرشيد وأركانه واتهموهم بالفساد حتى إن مجلس السيادة شكل لجنة للتحقيق مع سامي الرشيد حول صحة ما أشيع عن تجاوزه الإجراءات السليمة في إختيار نواقل الحجاج فجاء تقرير اللجنة الرئاسية بردا وسلاما على منسوبي المجلس الأعلى للحج والعمرة وعلى رأسهم سامي الرشيد الأمين العام وأقرت اللجنة بأنها اطمأنت لسلامة الاجراءات التي اتخذتها اللجنة المكلفة باختيار النواقل وفق الاشتراطات الحكومية المتبعة .
ثم جاءت معركة خدمات الحجاج في المشاعر المقدسة ونشروا زورا صورة لوجبة على أنها كل ما يتناوله الحجاج من طعام متجاهلين حديث الحجاج بأنفسهم وثناءهم على ما قدم ويقدم لهم من إطعام وفق قائمة طعام معدة مسبقا من قبل إختصاصي التغذية بمكتب شؤون حجاج السودان وبمراقبة ومتابعه من السلطات السعودية.
*حسنا كل المعارك السابقة انتصر فيها الحق وهو دوما منتصر، وحينما لم يجد أصحاب الأغراض الدنئية ثغرة تلوث تاريخ الرجل الأبيض، بشهادة وزارة الحج السعودية والمسئولين بنجاح موسم الحج لهذا العام وأشادة رئيس الوزراء بروفيسور كامل إدريس بعد أن اطمأن على حجاج السودان والخدمات التي قدمت لهم جاءت معركة القرارات التي أصدرها السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجديد مكبلة ومقيدة لحركة قيادة المجلس في الترتيب لحج هذا العام 1447ه، فهل يستقيم الوضع بهذه القرارات بعد نجاح موسم لامثيل له في العام السابق؟
*أن كان السيد الوزير يريد تحقيق النجاح في أول منصب تنفيذي له فيجب عليه اولا مراجعة قانون المجلس جيدا ومن ثما عدم الاستماع إلى الذين “يوسوسون” له بأن قراراته صائبة، ويجعل عقله وضميره هما اللذان يقودانه وليس العلاقات الشخصية “الرمادية” التي تمكن من استمرار الفساد في هذه المؤسسة العملاقة بعد أن بداء سامي الرشيد في محاربته بقوة، ولينظر الوزير الي حركة التنقلات التي اوقفها بقراره الجائر ويراجع ملفات المتضررين من هذا القرار حتى يستقيم الوضع.