بين الجمارك وايصالي

*في الطريق بين العاصمة السعودية “الرياض” ومكة المكرمة العديد من الاستراحات ومحطات الوقود التى تعمل على مدار اليوم دون انقطاع رغم بعد المسافة،وتقدم في هذه المحطات كل الخدمات التى يحتاجها المسافر.
*وكذلك الحال بين كل مدن المملكة العربية السعودية التى تبعد المسافات بين بعضها ،وبها الأقرب،وجميع هذه الطرق السريعة بها خدمات المسافر ،وان بدأت في بيداء كانت قاحلة في سابق الأزمان.
*المسافر بين هذه المدن السعودية لايحتاج أن يحمل “زواده ” للطريق أو مال للشراء وكل المعاملات تتم عبر الجوال الذي تحمله في جيبك أو بطاقة البنك في بعض الاحيان،تخيلوا معي انك في منطقة قاحلة لاسكن، فيها ولكن توجد بها محطة وقود وملحق بجوارها مطاعم وكافتريات وبقالات ومسجد ولا تحتاج لحمل ” الكاش” لتناول وجبة أو شرب فنجان قهوة.
* وخلاف السعودية كل دول الخليج والدول الأوربية أصبح التعامل الالكتروني هو سيد الموقف،فانتهي زمن ” الكاش الذي يقلل النقاش” فالتعامل عبر التطبيقات البنكية والكروت المالية أصبح هو كاش العصر الحديث ودونه يصبح “تخلف عن العالم”.
* السودان يعتبر من الدول الأولي في افريقيا وربما في المحيط العربي التى شهدت تطور مضطرد في الاتصالات والانترنت ولكن لم نستفد من هذا التقدم التقني الا مؤخرا ،رغم الدعوات المتكررة للحاق بالامم التى سبقناها تقنيا وسبقتنا إلكترونيا.
*في شهر رمضان المنصرم حضرت ورشة كانت تتحدث عن التعامل الرقمي وشرفها عضو المجلس السيادي الفريق ابراهيم جابر ووزير المالية د.جبريل ابراهيم وعدد من مدراء البنوك،الورشة خلصت إلي ضرورة التحول الرقمي في السودان لأسباب عديدة أولها الولاية على المال العام وتقليل الفساد – إن لم ينتهي- وزيادة الإيرادات باعتبار أن التعامل الالكتروني سريع وينهي البيروقراطية المكتبية في مؤسسات الدولة.
*حسنا ..هل تعلمون أن قوات الجمارك “الاسم الاخير للجمارك” هي من اوائل المؤسسات التى بدأت عمليات الحوسبة؟ وهي البداية الصحيحة لعمليات الدفع الالكتروني وكان هذا العمل في بداية التسعينيات. وهل تعلمون أن الجمارك ظلت تتطور في هذا التحصيل الإلكترونية حتى ظهرت المالية بتعاقدها مع خمس بنوك يتم التحويل إليها عبر ” ايصالي”.من كل مؤسسات الدولة ” الحكومية”
* عموما.. هذا العمل يعتبر جيد جدا لولاية المالية على المال العام ولكن يجب أن يتم الإسراع في تنفيذ هذا البرنامج على كافة مؤسسات الدولة حتى تنجح الوزارة فيما تصبوا إليه ،مع النظر إلي تجربة الجمارك التى. سبقت الجميع بسنين ضوئية عديدة.
* العالم الان اتجه للتعامل الالكتروني في كل شي ولا يعقل أن نظل “متقوقعين” في محطة ” الكاش” وغيرنا يتجه إلي مزيدا من التطور المالي،والتحصيل الالكتروني سيكون له الكثير من الفوائد للبلاد والعباد ،خاصة بعد النجاح الكبير للتحصيل في قوات الجمارك حيث بإمكان المخلص أو المورد أن يخلص كل معاملاته المالية من مكان تواجده دون الارتباط بمكان أو زمان.
* اجمل ما في التطبيق الجديد سهولة استخدامه والأمان وقريبا جدا سيسمح حتى لاصحاب الجوالات المتأخرة الصنع ” ربيكا واخواتها” من استخدام التطبيق عبر سيرفرات متطورة وأمنه ،ومن المؤكد أن نسبة التحصيل في الجمارك سترتفع مع سهولة الاستخدام وتقليل إهدار الوقت عما كان عليه الحال الان،ولكم أن تتصوروا ارتفاع التحصيل في بقية مؤسسات الدولة الإيرادية الأخري أن عملت كل المؤسسات عبر تطبيق ايصالي؟
* نتوقع أن نري قرارات سريعة من المشرف على القطاع الاقتصادي في السيادي ومن وزير المالية بالاسراع في استخدام هذا التطبيق من كافة المؤسسات الإيرادية حتى يلحقوا بركب الجمارك السباقة لهذا العمل.
ربما نعود