د. محمد الهد يكتب..تحرير الخرطوم تحقيق هدف استراتيجي

سقطت الخرطوم عندما خالف اهلها كلمة الله وجحدوا نعمه ،واسلموا رسنها لبني علمان ، فطمست البسملة في دستورها وتقدم الرويبضة والنطيحة وما اكل السبع ، الذين طمعوا في رضاء بني صهيون أملا في نعيم الدنيا الذي زينه المبعوث الأممي فولكر ورباعيته الفاجرة ، وسكت الشعب ونسي قول الله تعالي ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا وَنَحۡشُرُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾ [طه ١٢٤] ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي﴾ أي: كتابي ومنهجي ، وزادت الغفلة بخوف الغالب من الناس، حتي اهل الذكر والرأي من المدافعة بالحق وركونهم لاهل الباطل خوفا من امريكا وطمعا في لعاعة الدنيا الزائلة . فسكت الكل عن ضلال الإتفاق الإطاري إلإ من رحم ربي من عباده المؤمنين ﴿قُلۡ مَن كَانَ فِی ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلۡیَمۡدُدۡ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ مَدًّاۚ حَتَّىٰۤ إِذَا رَأَوۡا۟ مَا یُوعَدُونَ إِمَّا ٱلۡعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَیَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ شَرࣱّ مَّكَانࣰا وَأَضۡعَفُ جُندࣰا﴾ [مريم ٧٥] . تنمر في البلاد تاجر الحمير الذي كان قد اصبح في ايدي الرباعية لذلة له سابقة وإجرام كبير، فاطاعهم ففكفك البنية الإقتصادية والإدارية والأمنية والعسكرية يعاونه بني علمان بقيادة حمدوك ربيب الماسونية . تطلع الناس للجيش المستهدف في عقيدته العسكرية ايضا- وكان رابض لحكمة وتقديرات اقل الضررين – . زاد غضب الجبار، من تفشي الفسوق والعصيان، فتمادى اهل الباطل فوقعت الحرب قتلا وتشريدا واذلالا واغتصابا وهن علي وهن، إنها سنن الله في الكون.
عاد عامة الناس وخواصهم لله تضرعا لرفع البلاء، وانتفض الشباب حماية للعرض والوطن ودعما لقواتنا المسلحة ﴿وَیَزِیدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ٱهۡتَدَوۡا۟ هُدࣰىۗ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرࣱ مَّرَدًّا﴾ [مريم ٧٦]، وبذل التجار والمزارعين مالهم سندا وعضضا. توالت الأنتصارات لتعود الخرطوم حرة ابية- بعد عامين من الغربة المذلة، بذلك تحقق هدف سيادة الدولة، والمطلوب سرعة إنتقال الدولة لعاصمتنا الحبيبة . سجد فخامة الرئيس البرهان لله في ارض المطار المحرر شكرا واذلالا لله وحمدا لله وإعترافا لفضله،وما تلك إلا قيمة للعقيدة القتالية للجيش السوداني. يتطلع الشعب السوداني لتحقيق فخامة الرئيس للحكم الراشد المبني علي قيمة الحضارية وتحقيق اهدافة الإستراتيجية القائمة علي اسس العزة والكرامة، وأهمها :-
1- إكمال التوجه لله وحده،لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
2- سرعة الإنتقال للحكومة الإلكترونية لإنفاذ مبدأ الشفافية وضبط السياسات المالية، وإعادة الروح للضبط الإداري.
3- العمل علي إبتدار نظام ديمقراطي مستمد من قيم الشعب السوداني يقوم علي الإنتخاب الحر المباشر، بإستفادة من الإجتهادات والبحوث المقدمة من إبناء السودان ، والبعد عن النظم الغربية الديمقراطية النابعة من بيئاتهم ، تأمينا للحكم. وإغلاق محاباة الطائفية سياسيا- وايقاف إعادة إنتاجهم الذي قامت به الإنقاذ- .
4- إعادة كتابة التاريخ الحديث ليتعرف الإجيال علي الحقائق التاريخية المجردة لأخذ الدروس والعبر .
5- رتق النسيج الإجتماعي ، بعد محاسبة كل عميل وخائن للوطن، دون رحمة أو رأفة ، بتفعيل قوانيين الخيانة الوطنية .
6- تعديل قانون الجنسية والجوازات وشطب ازدواجية الجنسية، والسودان للسودانين جنسا واصالة، ومراجعة ما تم من تجنيس سابق.
7- إغلاق الحدود، لإيقاف إعاشة السودان لسبع دول لا وفاء لها ولاعهد . تمكين قوات حرس الحدود وإبعادها من المكونات القبيلية وتأهيلها وتدريبها ورفدها بخريجي الجامعات من الشباب الوطنيين.
8- التعامل بالمثل في كل ما يخص اللاجئين – تعديل قانون اللاجئين بما يؤمن الأمن الإستراتيجي القومي – من دول الجوار وإبعادهم الي بلدانهم.
9- التشدد في مراقبة المنظمات الأجنبية وطبيعة اعمالها، ومراقبة الأنشطة المعادية للقيم السودانية .
10- اعلان الحرب الإقتصادية بالآتي:-
أ – الإنتقال من النظام الرأسمالي القائم على سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والعودة للنظام المختلط القائم على الدعم للشرائح الفقيرة والمشاريع الإجتماعية المتوازنة ، لا يخفى على فخامة الرئيس البرهان إفقار الحرب للشعب السوداني، وتساوي كل الولايات في الفقر بعد الحرب ( إنما تنصرون بضعفاءكم) .
ب – وضع يد الدولة على الثروات القومية وإستثماراتها – مراجعة ما تم من فساد في الفترات السابقة، وتفعيل قانون من أين لك هذا- ، حفاظا على حقوق الدولة العامة ومستقبل الأجيال القادمة .
ت- منع الشراكات الإستثمارية مع أي دولة ساهمت في الحرب ضد السودان .
ث – البدء فورا في سداد الديون اسوة بما قامت به كثير من البلاد الحرة كتركيا وماليزيا واخريات كمخرج لدوامة الربا.
ج – إرجاع الخبرات الإدارية التي فصلت تعسفيا إحقاقا للعدل وازالة للظلم،و إستفادة من الكوادر الوطنية لإعادة الإعمار .
د- مراجعة قوانين النظام المصرفي وإيقاف التعاملات الربوية- التي قننت بإستجابة الإنقاذ لشروط صندوق النقد الدولي، ومراجعة السياسات المصرفية بما يتيح التمويل التنموي لإزالة الفقر.
والله من وراء القصد