د.وليد شريف عبدالقادر يكتب..اليوم العالمي للتمريض يوم حتى يُواري جارتي مأواها

📌📌 أمصال وإبر
💥💥 رئيس القسم الطبي بصحيفة ( *الإنتباهة* )
◼️إذا كان اليوم العالمي للمشي يُمكن اختزاله في رياضة جسدية تُمارس حسب الفراغ.. والفراغ والجدة مفسدة كما يقول أبو العتاهية..واليوم العالمي للتدخين سيجارة تمتحن إرادة صاحبها ..أو اليوم العالمي لغسيل الأيدي عادات تنقل نبض بيئاتها.. يأتي مسمى اليوم العالمي للتمريض يحمل دلالات أكثر وأعمق ومعاني أسمى وأرفع فهو يوم كيف تُمارس فيه الرحمة عندما تتنزل على القلوب الرحيمة بلا نبضات صدئة.. يوم الصبر أيام وشهور بل أعواماً على الأجر والأخذ القليل الذي لا يوازي العطاء البدني والنفسي الكثيف المرهق المضني .. هو يوم (وأغُضُّ طرفي ما بدت لي جارتي.. حتى يواري جارتي مأواها..) كما قال عنترة بن شداد أي الحفاظ على أسرار و(خصوصيات) إنسان مريض كرمه تبارك الله أحسن الخالقين في الدنيا كرمه بأن جعل رحمته تتنزل رحمات على الخواص من عباده ومنهم جماعة وآل التمريض فهم الحافظون على سره .. المغلقون لبابه الموآرب نبلاً وهو في حالة وهن العظم مني وأشتعل الجسم مرضا..فوالله لو جاء ابن عطاء الله السكندري في يوم التمريض العالمي لقال عن يومهم هذا وبلا تردد ولاتململ عبارته الشهيرة ( رب يوم.ٍقصرت آماده واتسعت أبعاده)
◼️بعض عُشاق التغريب أصحاب كل طقس معتدل لا يأتي إلا بعد إنقشاع ضباب لندن،وكل رواية جميلة لا يكتبها إلا إلهام وخيال وليام شكسبير، يجعلون من رائدة التمريض ( فلورنس نايتنجيل) دستوراً يصدعون به رؤوسنا، ففي كل ( 12 مايو من كل عام.. أي يوم مولدها) يجعلونه يوماً عالمياً للاحتفال بالتمريض، وبعدها تتنزل الألقاب عليها صباً صبا فهي (سيدة المصباح).. وهي الرائدة.. وهي مَنْ بنظرته تُشفى الجروح .. وهي الخلاص وغيرها إنتكاس.. ولكن تاريخ البشرية تعارضهم صفحاته فهي تقول : أن أفضل مَنْ وطأ الثرى بأقدامه الشريفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله تسير الركبان (مسرى الدم في الأوردة والشرايين) بصدى عبارته الشهيرة (أجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده) عبارته التي قالها في معركة الخندق عند إصابة سعد بن معاذ سيد الأوس بسهم قاتل أودى بعدها بحياته ،وكبير الأوس سعد بن معاذ يؤمن المسلمون أن عرش الرحمن اهتز عند وفاته وشهد جنازته سبعون ألف ملك، ورفيدة هي رفيدة بنت كعب الأسلمية أول ممرضة في عهد الإسلام ،وإذكاءً لدورها في تطبيب ومداواة جرحى المسلمين أسهم لها النبي(ص) بسهم رجل مقاتل في غزوة خيبر،وخيمة التمريض (خيمة رفيدة) تدل على اهتمام الإسلام بالتمريض بوصفه هيئة مستقلة للتطبيب عند الحرب وفوضى المعارك والقتال، وكيف يتضاءل الاهتمام به ؟ إذا ألقت الحرب عصاها ونصبت عليها كساء الأمن وسلامة الأمم والشعوب.
◼️ وفي السودان يأتي الاحتفال باليوم العالمي للتمريض كل عام كالماء الطهور لا طعم، ولا لون ولا رائحة.. نفس مشاكل ومعوقات كل عام، مايكروفونات تتعالى منها حناجر متشنجة تعلوها حماس الشعارات المؤقتة والوعود البراقة و الزائفة .. احتفالات رمزية بهلوانية لا تنفذ إلى صميم مشاكل المهنة الأصيلة منها مشكلة التقدير المادي المناسب الذي يليق ويوازي الجهد المبذول من الممرضين والممرضات ويمنعهم من التسرب إلى المؤسسات الخاصة والهجرة للخارج، وفي ذات المقام يكفي أن الإعلامية المصرية الشهيرة لميس الحديدي قالت في حلقة شهيرة عن أحوال التمريض بمصر: ان ساعة الممرض في أمريكا تعادل 30 دولاراً.. لذا بمصر القريبة يعتبرون أن قضية التمريض قضية ( أمن قومي) كما ذهبت بهذا نقيب التمريض عندهم د. كوثر محمود وهي تقرب المسمار من النجار قائلة ( نحنا لو ما نظرنا لقضية التمريض بمصر كقضية أمن قومي يبقى قدامنا كتير عشان نتطور).. ومن مشاكل التمريض المعروفة في السودان مشكله قاعدة الهرم المقلوب ( أي وجود ممرض واحد مقابل 8 أطباء)، و أيضاً جانب تأهيلهم التأهيل المستمر المتطور المتقدم عبر الدورات والمؤتمرات والمشاركات البحثية .. و أيضاً جعلهم يشاركون كقيادات إدارية فاعلة في كبينة القيادات الصحية العامة والخاصة مع توفير بئيات صحية سليمة يمارسون فيها رسالتهم السامية و جهدهم المبارك الوفير.
◼️ونقيض ما يُثار أو يُقال أو يُتداول يُمكن أن يُقدم ويحقق كادر التمريض درجة عالية من الجودة والاستقرار والاستمرار بالمستشفيات الحكومية.. فالتاريخ يقول : من واقع المستشفيات الحكومية تمثل تجربة مستشفى أم درمان التعليمي.. مستشفى الوطنية والقومية (و في أحد عهوده الإدارية الطبية الزاهرة) في كيفية التعامل الأمثل مع قبيلة التمريض مثالاً ساطعاً على الرد الحقوق إلى أصحابها..فقد درجت إدارة الطوارئ على تكريم شهري لكوادر التمريض المثالية َ.. و أيضاً تكريم ميترون الوردية الصباحية وميترون الوردية المسائية ( كل واحد على حدا).. ثم توثيق هذا التكريم الشهري عبر القنوات الإعلامية والشهادات التقديرية الممهورة بتوقيع المدير العام بالمستشفى…وفوق ذلك زيادة حافز التعاقدات كل فترة حسب الوضع الإقتصادي المخيم.. وآخر كل شهر يفتح مدير الطوارئ بابه (أكثر من ضلفة) و(بعفة وبلا من ولا أذى) لتوفير مبالغ مادية عبارة عن ( استحقاق مواصلات وتنقل) لأي كادر تمريض تحول ( ظروف آخر الشهر المادية المعروفة) بينه وبين الوصول إلى المستشفى لأداء عمله..والحقيقة الغائبة عن أذهان (بعض الإدارات الفاشلة.. إدارات الدستة منهم بشلن) أن بعض منظمات الصحة العالمية تجعل 80٪ من معيار الجودة الصحية لقطر ما هو مقدار استقرار وفعالية منظومة التمريض بها.
◼ وفي يومهم العالمي بل وفي كل يوم و عبر قبيلة الأطباء و الكوادر الصحية الأخرى أرسلها تحايا محبة وتقدير واحترام.. أرسلها على سجيتها ونحن نُعانق شمس كل يوم جديد أُرسل عبارة هزتني بشدة وما تزال تهُزني عبارة تقول (Nursing is heart beat of health care وتعني التمريض هو القلب النابض للرعاية الصحية) وقد قيلت هذه العبارة الزاهية كشعار عالمي في مضمار احتفال بيوم من أيام التمريض العالمية.. الأحباء الزملاء والزميلات بمهنة
الصحة إذا عانقت جسد.. مهنة التمريض دعوني اقول لكم: أنا دكتور وليد تعلمت منكم الكثير.. ومازلت أتعلم.. فأنتم حُراس العافية.. وأنتم ملائكة الرحمة.. وأنتم قلوب تنبض بالحب في السلم وفي الحرب كما قال الممرض السعودي عبدالله إدريس :
نحن التمريض
نهر بعطاء الله يفيض
وأياد بيض
تمسح أحزان المهمومين
وتداوي جرح المكلومين
وتلبي حاجة كل مريض
نحن التمريض
قلوب تنبض بالحب
في السلم وأوقات الحرب
▪️وفي الختام حتى الملتقي أعزائي القراء، أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء .