أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

د.وليد شريف عبدالقادر يكتب..دركوا (د. سامر حسب الرسول ) قبل أن يهاجر (1)

📌📌 أمصال وإبر

💥💥 رئيس القسم الطبي بصحيفة ( *الإنتباهة* )أ

 

◼️ ومستشفى الوطنية والقومية مستشفى أم درمان التعليمي – الفي الفؤاد ترعاها العناية – تستعيد دورة تشغيلها ونشاطها ، بعد طرد الجنجويد منها ونظافة دنسهم وأدرانهم وتركهم خيبتهم متمثلةً في بقايا أدمعٍ ورؤى قتام.. بدأ المستشفى العتيق في تقديم خدماته الجليلة للمرضى والمحتاجين وهم كُثر، كان التحدي الكبير في كيفية إعادة تشغيل القسم الحيوي المهم( قسم ابن النفيس لأمراض وجراحة القلب)، كان من دلائل اكتمال عافية المستشفى وبلغوه مرام تمام الصحة والسلامة.. تشغليه بكفاءته المعهودة قبل حرب الكرامة وكيف كان القسم( المجاني الخدمات) قبلة وركن حاني أمين وتردد كثيف العدد والإحصاء لمرضى القلب من ولايات السودان المختلفة ناهيك عن سكان ولاية التحدي والصمود ولاية الخرطوم.

◼️ قسم ( ابن النفيس لأمراض وجراحة القلب) تم الإنشاء عام 2017 م، وبعدها استدعى وزير صحة ولاية الخرطوم بروف مامون حميدة من إنجلترا البروف العلامة محمد الفاتح بدري، الطبيب الذي يحفظ له تاريخ الطب انه صاحب إجراء أول عملية قسطرة قلب استكشافية في السودان عام 2001م، تمت بمركز السودان للقلب عندما استدعته وزارة الدفاع السودانية. . والرجل عالم فاضل وسنبلة أثقلتها ثمرة التميز والمهنية، تاريخ تداول سمع المرء أنمله العشر كما يقول أشعر الشعراء المتنبي .. فهو مَنْ أسس قسطرة علياء بالسلاح الطبي ويكفي أن أثره امتد بعدها الي حاضرة ولاية الجزيرة مدينة مدني، وأنشأ مركز جراحة القلب بها حتى تم – وفي وفاء نادر – تسمية معمل القسطرة التشخيصية والعلاجية باسمه النبيل الشريف، ولزهده الشديد في متهالكات الحياة ورميمها سكب دقات شرايين قلبه بعيداً عن الدورة الدموية للأضواء وصراع الحسد والفتن والضغائن الذي تحيط- -وبلا ثغرة هواء – مجتمع الطب والأطباء بالسودان.

◼️في عام 2018م، وفي إنجاز مهني فريد.. انضم لقسم ابن النفيس بمستشفى أم در مان التعليمي الدكتور (سامر حسب الرسول) استشاري القلب والأوعية الدموية.. إنضمامه مثَّل لقسم ابن النفيس – واقعاً – مقولة الإمام الشافعي ( يرسل الله بعضنا لبعض.ٍ رحمات).. فكان وجوده رحمةً للقسم ورحمة للمرضى فهو نجيب في طبه، وفطن في خلقه وسامق في إنضباطه ، وكان لثنائية الماء والهواء والتي جمعت بين ابو تخصص جراحة القلب في السودان بروف محمد الفاتح بدري وتلميذه و الذي كان من سلالة عاجه النادر د. سامر حسب الرسول.. ثنائية شكلت نجاحاً تاريخياً فريداً لمنطومة صحية حكومية طيلة الأعوام و التي تقترب الآن من العشر – ورغم تقلب وتعاقب كل الإدارات بالمستشفى – قدمت هذه الثنائية الفذة خدمةً علاجية تزكو بها نفوس المرضى وتزهو بها – ولو بشق تمرة – أعمال وقلوب الأطباء والمجتمع الطبي.

◼️ كتب د. سامر حسب الرسول اسمه بأحرفٍ من نور في صفحات ناصعة البياض في تاريخ النضال الوطني المشرف الطاهر.. السودان يخوض معركة كرامة أن يبقى وطن اسمه السودان أو لا يبقى. . فيسحفظ له تاريخ السودان ويخلد ذكراه العطرة أنه ( الطبيب المدني اللاعسكري ) الذى كان من جماعة ( حصار العشر أشهر للسلاح الطبي) الملحمة التي بهرت عالم الأنس والجن.. ملحمة بهرت ومُهرت بدم البطل الشهيد الرائد لقمان، والذي خلده الشاعر المعروف ود احمد ود العبد بابيات عانقت الدموع قبل القلوب قال فيها (.. ضرب لي دفعتو دوبا الصباحات حي.. قالو يا رفيق دي آخر مكالمة لي… بوصيكم من العدو أوع يفضل شي..ولا تخطو السلاح إن كان في واحد حي).. د. سامر حسب الرسول وطيلة العشر أشهر – مع الصالحين البررة أمثال فخر الأطباء طارق الهادي- كان يقود مجمع القسطرة القلبية بعلياء والسلاح الطبي.. كان يقوده بكل وطنية و تضحية وتجرد ونكران وإقتدار .. يحمل في كل ثانية روحه رخيصة لوطن سيفتخر أنه لا كغيره من الأطباء – وهو طبيباً استشارياً متميزاً لتخصص نادر ومطلوب و مرغوب – الذين اختاروا المهاجر ( البارد هواها واللذيذ سكناها) بل ركل ريالات ودراهم ودينارات الخليج بل و دولارات أمريكا بناطحات سحاباتها وتمثال حريتها . . ارتضى أن ينقص وزنه للنصف ولا ينقص شبر من أرض وطن طاهر التراب احبه سامر، وتمرغ في عشقه حتى اختلط العظم بالدم ، وطن لولا د. سامر وصحبه الكرام المخلصين الصالحين البررة لكان مطية سهلة القياد والإنقياد لأنجاس مليشيا آلا دقلو وأطماع دولة الشر والبغاء الإمارات.. حصار صعب منيف كان فيه طيف الموت والشهادة يطوّف فوق رقاب الجميع.. يُحلّق فوقهم قبل أن يترد إليهم طرفهم في كل حين وحين .. وكانت معجزة فك الحصار وكان قائد السلاح الطبي المغوار د.الفريق طبيب عبدالله محمد الحسن العطا يشدو حينها فرحاً وفخراً بعزة هذه الأبيات واللحظات الخالدة مد صحائف التاريخ وتعاقب الدهور و الشهور والأيام :

الناس في دروب الدنيا ليها
محاكي
واحدين منهم من المعايش
باكي
واحدين في العمارة وطلعت
الملاكي
واحدين دمهم حمَّر خضار
الكاكي
واحدين رحلوا لا زفة وحنوط
وبواكي

◼️ وفي الغد نواصل ان شاء الله.. وسبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم

▪️وفي الختام حتى الملتقي أعزائي القراء، أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء .

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى