رسالة خاصة جدا لاعلاميي كسلا

تابعت كغيري من اهل الوريفة تلك المساجلات الجوفاء بين اقلام كسلاوية لها اسهامها المقدر في الحياة العامة بولاية كسلا وفي مسيرة العمل الصحفي بصورة خاصة ويؤسفني ذلك الصراع الذي حطت من قيمة الكلمة في المقام الاول وخصم من اقلامنا كصحفيي ننسب لصاحبة الجلالة ولان ايماننا بان الكلمة امانة احاول ان اتوجه برسالة خاصة لزملاءنا الاكارم ولست بذلك ادعي انني ابعد منهم بالانزلاق في وحل الانا والذاتية ولكنها رسالة التماس من خلالها العذر لجمهور الوريفة بصورة عامة لتقصيرنا علي العموم ولزملاءنا للتذكير علي الرغم من قناعتنا بانهم اكثر منا دراية ويعلمون تمام العلم بان الكلمة امانة فهي أداة لبناء المجتمعات، فلا ينبقي لها ان تكون اداة للصراع والتجريح واعتقد جازما ان الصحفي مهما اشتدت عليه الظروف أو اختلفت وجهات النظر، لايمكن ان ينزلق في خضم خصومة حقيقة .و يظل حاملاً لمبادئ النزاهة والاحترام، يدافع عن الحقيقة دون أن يمس كرامة الزملاء أو ينحدر إلى مستوى الجدال العقيم. نقول ذاك ويؤسفنا ما نتابعه اليوم علي وسائل التواصل الاجتماعي من صراع غير مبرر بين اقلام كسلاوية عمدت علي تحويل الصفحات الاسفيرية إلى ميادين لتصفية الحسابات الشخصية أو إلى منابر للقدح في الآخرين. اقول لهم مجتمع كسلا ينتظر الينا علي اننا صوت الحق الذي ينشده، وينبقي ان نكون مثالاً يحتذى به في السمو عن الخصومات الضيقة، متسلحين بأدوات النقد البناء والحوار الراقي وهذا لايتاتي عبر تلك المساجلات الجوفاء ولا عن طريق المهاترات، فنؤكد احترامنا لأنفسنا قبل الآخرين، ونُظهر للعالم أن الصحافة رسالة سامية تتجاوز الأهواء الشخصية. فالاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي بل صحي، ولكن الاختلاف لا يعني الإساءة، بل يفتح الباب للنقاش المثمر الذي يثري الساحة الإعلامية ويعزز دورها التنويري.
واجبنا كصحفيين أن نحترم أقلامنا وأن نرتقي بخطابنا، وأن نضع دائماً نصب أعيننا دورنا الجوهري في توجيه الرأي العام وتعزيز الثقة في الإعلام. فالكلمة مسؤولية، وإذا لم تُستخدم بحكمة، قد تكون أداة للفرقة والتهجم. فلنكن أوفياء لمبادئ المهنة ولنؤكد التزامنا برسالتها الحقيقية: الإسهام في بناء مجتمع واعٍ ومثقف، بعيداً عن الصراعات والجدالات التي لا طائل منها. الصحافة صوت الناس، فلنحترم هذا الصوت ولنحافظ على شرف المهنة.
معيبا علينا ان تصبح اقلامنا ابواقا لاغراضنا الشخصية ولنعلم ان الحقيقة ستظل دائمًا هي الاسرع وستتكشف وتتجلي ولو بعد حين .فرجاء لنعمل لمصلحة الوريفة لا من اجل تحقيق انتصارات زائف لاسماءنا .