*رضا حسن باعو يكتب.. جوبا…وكالة البصل (٢)*

عز الهجير
عند الحديث عن وكالة بشير للبصل بجوبا لايمكن أن تتناسي أو لاتذكر صاحب القفشات والطرائف فاكهة الوكالة عم عبدالله أبو الرضا (لا والله) مافي حقيقة كما يقول دوما وهو يوزع بسماته يمنة ويسرة عند قدومه في الوكالة باكرا فكثيرا مايداعب من يجدهم بالوكالة خاصة ابناء الوكالة فتيا وواندو الذي يطلق عليهم القاب يحلو لهم مناداتهم بها،ويحلو له السمر عند قدوم صديقه أبناء كردفان جميل الروح اخو الإخوان إسماعيل مليسا الذي يعمل في وكالة حبيب للبصل أيضا وهي تمثل الضلع الثالث مع وكالتي بشير وسيف في جوبا.
حكاية وكالة بشير تجعل من المستحيل ممكن حيث لايمكن عدم الكتابة عنها كتجربة فريدة تستحق الوقوف عندها والتأمل حولها كيف لا وانت تتابع مناقرات ابونا سعد العربي كبير الوكالة مع عوض الكريم الذي يمازحه قائلا يامدير فبين الرجل الكثير ماتحت الجسر إذ لايمكن أن يأتي ابونا سعد العربي ويبدأ يومه في الوكالة دون السؤال عن عوض،ياناس وين عوض.
كما لابد من الحديث عن طيبة ابن سنار عمار الذي يأتي للوكالة في هندامه الذي يميزه عن الكثيرين من العاملين في الوكالة فهو طيب القلب لطيف لكنه في بعض المرات تجد صفوه كدرا يشكل ثنائية رائعة مع الرجل الطيب لؤي اخو الإخوان مقنع الكاشفات الذي يبدع ويتفنن في سوق البصل مامكنه من تحقيق نجاحات كبيرة نسأل الله تعالي أن يوفقه ويحفظه ويوسع في رزقه لمايقوم به من جلائل اعمال بطيب خصال وشهامة رجال قلما تجد أمثالهم في زماننا هذا.
الكتابة عن وكالة بشير ومافيها ربما تهزمك ولاتجعلك قادرا علي إعطاء الرجال حقهم خاصة وأن الوكالة تزخر بالخبرات والكفاءات من بينها عمنا النخلي أستاذ علم النفس الذي ضل طريقه للسوق بحثا عن اللقمة الحلال.
تمثل وكالة بشير بوتقة اجتماعية ودبلوماسية شعبية فهي تجمع جميع أبناء السودان العاملين في جوبا فنادرا ماتجد سودانيا يعمل في أسواق جوبا لايعرف وكالة بشير التي يمكن أن تكون بمثابة سفارة أخري يتجمع فيها أبناء السودان مع اخوتهم الجنوبيين.
تتجاوز وكالة بشير أمر كونها عمل تجاري خاص بشاب غامر وجازف من أجل تحقيق طموحاته الشخصية فهي يمكن أن تكون نواة طيبة وبذرة صالحة لتطوير العمل التجاري والتبادل الاقتصادي بين السودان وجنوب السودان إذا ماوجدت الاهتمام المطلوب من قبل سفارة السودان هناك خاصة في ظل وجود طاقم هناك يعرف ماذا يفعل.
فوائد جمة يمكن أن تجني إذا ماارادت الحكومة السودانية الاستفادة من خيرات جنوب السودان ورفع حجم التبادل التجاري أضعاف مضاعفة بمايفيد البلدين ويطور اقتصادهما فمن المفترض تجاوز مرحلة الاهمال والاستفادة من أخطاء الماضي التي وقعت فيها حكومتنا في تعاطيها مع الجنوب اقتصاديا فلازال هناك متسع من الوقت لتحقيق ذلك.
نجح الشاب بشير الخير فيما فشل فيه الكثيرين ممن سبقوه بتأسيسه لمثل هذا العمل مايؤكد بمالايدع مجالا للشك خصوبة خياله وفكره التجاري الذي فقط يحتاج للقليل من الترتيب قطعا عندها سينطلق بعيدا في مجالات التجارة المختلفة لمايمتلكه من بعد نظر وصبر وقبل ذلك حسن تعامل مع الآخرين ما أكسبه احترام العاملين في الوكالة وزبائنها.