أخبار عاجلةمقالات

طموح القنصل

*جاء في الاخبار ان قنصل السودان بجدة اعتذر عن الإشراف على أعمال الحج بعد أن طلب منه وزير الشؤون الدينية ذلك.. اعتذار القنصل حسب – احد المواقع الالكترونية- برره بانشغال القنصل بمهامه في القنصلية وهي المهمة الرسمية المكلف بها من الدولة.
*وماجاء في الخبر يحمل العديد من التنقاضات التي يكشفها واقع الحال، وفي مقدمة هذا التناقض.. كيف يطلب وزير الشؤون الدينية والأوقاف من القنصل الإشراف على أعمال الحج والأمين العام للمجلس الأعلى للحج كان متواجد في الأراضي المقدسة وإكمل العديد من الخطوات في مصفوفة حج ١٤٤٧ه وكان برفقته الملحق الإداري د. محمد عبدالوهاب..
*ومن المتناقضات أيضا في ذات الخبر ان الوزير أوقف قرارات الأمين العام للمجلس ومن بينها نقل الملحق الإداري السابق وعدم السفر الا باخطار الوزير وغيرها من القرارات وجميعها لم تسري لتراجع الوزير عنها بدليل سفر الأمين العام للأراضي المقدسة وبرفقته الملحق الإداري الجديد ونجحا في تواجدهما هذا من مضاعفة حصة حجاج السودان بنسبة ١٠٠٪ الي جانب العديد من التسهيلات لوكالات السفر والخطوة الأهم هي تسكين العاملين المتعاونيين في الملحقية الإدارية وهو الأمر الذي أقره وزير الشؤون الدينية وفق خطتة في حكومة الأمل.
*ويبدوا ان قنصل السودان في جدة كان له طموح يسعى اليه حتى يضع الملحقية الإدارية للحج تحت يديه ليتصرف كيفما يشاء وفعل كل شي من أجل ذلك بدء من عرقلة إجراءات التسليم والتسلم بين الملحقين الادارين الي قصة المستندات المسربة في الإعلام مع العلم ان هذه المستندات لم نراها في المواقع الإلكتروني ولا وسائل التواصل الاجتماعي وإنما موجودة فقط في جوال القنصل، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف وصلت هذه المستندات الي القنصل مع العلم انها كانت محفوظة في إحدى مكاتب الملحقية الإدارية للحج؟
*حسنا ان كل المخططات التي رسمت بخبث ودهاء للاطاحة بالامين العام للمجلس الأعلى بات بالفشل حتى خطاب الاقالة الذي لم يظهر في الصحيفة الرسمية للدولة اَو اي موقع إلكتروني او وسائل التواصل ولم يظهر في الوكالة الرسمية “سونا” والتلفزيون القومي اتضح انه يحمل ذات رقم اعفاء الأمين العام لمجلس الوزراء (١٢٩)،وهذا يعني ان خطاب اعفاء سامي الرشيد لم يدرج في سيستم مجلس الوزراء اي انه لم يصدر من رئيس الوزراء، وهنا لابد من المطالبة بضرورة إجراء تحقيق عاجل في هذا الأمر الذي يمثل خطورة على رئيس الوزراء نفسه وعلى مستقبل السودان.
*أن النقلة الكبيرة التي أحدثها سامي الرشيد في أعمال الحج جعلت الكثيرين يرفعون حاجب الدهشه حينما تسرب “سرا” خبر اقالته، فالرجل الذي تحدي الصعاب ونجح في تواجد حجاج السودان في هذا المؤتمر الإسلامي الضخم والبلاد في حالة حرب يحتاج إلى منحة وسام وليس اقالته، ومن نجح في تواجد اهل دارفور في الحج وهي محتلة في أيدي المليشيا لادرك ان هذا المجلس يدار بعبقرية قل ماتوجد في هذا الزمان..
*انها رسالة إلى رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والي نائبه الفريق مالك عقار والي رئيس الوزراء بروفيسور كامل إدريس، مضمون هذه الرسالة هو “حافظوا على صناع النجاح من أجل المزيد من النجاح”، فلايعقل ان يتم اعفاء الناجحين واستبدالهم بأخرين ربما لم يعرفوا طريق النجاح من قبل، أمثال سامي الرشيد يحتاجون لوقفة قوية الي جانبهم من أجل المزيد من النجاح وليس وضع المتاريس لهم حتى يقعوا في بئر الخونة وأصحاب القلوب السوداء.
*ورسالة اخيرة لوزير الخارجية وهو يتحمل التكليف الجديد ان يعمل جاهدا لضبط سفراء السودان من أمثال قنصل جدة الذي يتفرغ لعمل ليس من شانه، وإن التفت القنصل جيدا لمشاكل السودانيين بجدة وغيرها من المدن لافضل له من التفرغ لمستندات الملحقية الإدارية للحج، فأبناء السودان يعانون كثيرا في قنصلية جدة ولايجدون التقدير فيها.. وفي الايام المقبلة سنكتب عن بعضا من معاناة أبناء السودان مع هذه القنصلية.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى