أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

عبداللطيف السيدح يكتب..بسلام آمنين

*من الشرفات*

شغف المبتدأ يطل من ثنايا جوف ديوان المديح، والخبر يعبر البحر المالح ناقشا بريشة الشوق على حنايا من كتب الله لهم الصعود إلى قلب بابور حاج الماحي الذي رابط في سواكن ليمخر بهم عباب البحر، وجوفهم مشحون
بالمعاني المكنونة في *ويسألونك عن الروح*
وإن أرواح أهلنا السودانيين متعلقة هنا لأن.
*الحجاز فيهو البريدو*
*الله يدني لي بعيدو*
حجاج السودان ليسوا ككل الحجاج، ومجيئهم للحجاز له طعم ومذاق من نوع خاص عبروا عن ذلك منذ مئات السنين شعرا وولها ووجدا وشوقا، ودونوه لنا في صدور الرجال وفي قراطيس الأوراق المباركة، و ضمت صفحات التاريخ
ديوانا كبيرا عامرا أسموه
المديح اقتصر على حبهم لمن أرسله الله رحمة للعالمين، و نقل المادحون وصفا دقيقاً لبلاد وضع فيها أول بيت للذي ببكة مباركا فيه وهدى للعالمين.
عشنا مع أهلنا في ليالي المديح بقلوبنا وأرواحنا قبل الأجساد، مشاهد من عرفات ورحماتها ، ومنى وأفراحها، ومكة وبطاحها، وطيبة وطيباتها.
وهكذا نشأ وتربى أهل السودان ولازالوا على معين لاينضب، ومن مشرب لاينفد، بل يكاد المرء أن يصف هذا الحب للحجاز بهبة إلهية وهبتهم هذا الإكسير الذي يتغذى مباشرةً من عناية ونظرة نبوية أطلت على أهل تلك الديار الغابة والصحراء فمنحتهم ماهم فيه من خصوصية يندر أن تجدها في قوم مثلهم.
لقد رأينا فرحا استثنائيا في أعين رجالنا ونسائنا الذين مثلوا أول فوج هيأ الله له أن تطأ أرجله الأراضي المقدسة.
رسى وفد الله بسلام وأمان على الشاطيء المبارك، وسيق الفوج فرحا مهللا مكبرا مبشرا إلى حيث الإستقبال والترحيب بهم، من قبل من شرفهم الله بخدمتهم قنصل عام السودان الدكتور كمال علي عثمان طه، والأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الأستاذ سامي الرشيد. والملحق الإداري لمكتب حجاج السودان بالمملكة الدكتور عبد العزيز الصادق، ورجال مميزون ونساء مميزات من شركة مشارق الماسية التي اصطفاها الله لتكون قائمة على خدمتهم منذ وصولهم حتى مغادرتهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.
وما شهدته احتفالية إستقبال أول وفد من حجاجنا من ولايات النيل الأبيض، والقضارف، وكسلا، ونهر النيل، من تنظيم أنيق ومحكم ودقيق وموثق صوتا وصورة تم جهد كبير من مسؤولي وموظفي ومنسوبي مكتب حجاج السودان الأمر الذي يبعث على الطمأنينة والثقة في الترتيبات التي تم اتخاذها للقيام بأنجح وأميز خدمة سيشهدها حجاج السودان في موسم حج هذا 1446 هجرية، ومما لاشك فيه أن خططا ظاهرة ومخفية قد تم وضعها بإحكام لتلافي أي قصور أو مفاجآت في مكان وزمان الحج.
ومارأيناه من فرح متبادل بين حجاجنا ومستقبيلهم عبر عدسات مصورينا المبدعين، مؤشر على عزيمة وإصرار أهل السودان على هزيمة الأعداء والأحزان وسحق البغضاء والكراهية، وغرس قيم المحبة والإخاء التي أنبتت هذا الشعب الفريد.
والسلاح القاصم والمسيرات الفتاكة سترونها يا أعداء السودان يوم الحج الأكبر سيوجهها وبأكف مرفوعة، وقلوب مفجوعة، ودموع هاطلة، حجاجنا الشعث الغبر الذين سيتخذون من صخور جبل الرحمة منصات للدعاء عليكم ترميكم بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى