أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

عصام حسن على يكتب..أمس فارقني الرفاق: رجال أوفياء بذلوا أرواحهم فداءً للوطن

 

توقفت عن الكتابة منذ الجمعة الماضية لا أدري ماذا حل، بي هل نسيت تجميع الحروف أم هل هربت مني الكلمات بعد ان تلقيت الكثير من الرسائل والمهاتفات صباح ذلك اليوم من عدد من الزملاء داخل وخارج السودان وهم يلقون على مسامعي عبارات التعزية والمواساة في رفاق كانو بيننا ومابين مكذب ومكذب اتاني الخبر اليقين من الأخ المقدم عاطف بأن الله اختار إلى جواره أحبائنا وإخواننا فاروق الزاهر ومجدي عبد الرحمن ووجه جعفر وابراهيم مضوي.
ومن حينها وانا أحاول ان استجمع شتات الكلمات وأغازل الحروف علها تستجيب لي ولكن كانت محاولاتي بلا طائل. أحيانًا، يكون الصمت أكثر تعبيرًا من الحروف،حتى الصمت في بعض الأحيان هو شكل من أشكال الكتابة، لكنه كتابة بالقلب لا بالقلم. ويحتاج القلب إلى وقت ليستوعب الخسارة قبل أن يتمكن القلم من البوح، فالحزن يأخذ مساحته بطريقته الخاصة.
الان وجدت الكلمات طريقها إلي من جديد، تحمل ذكراهم وصورهم التي تأبي مفارقتنا.

في ساحات المجد والتضحية، تسطع أسماء رجالٍ ارتقوا شهداءً، مفضلين الموت في سبيل الحق على العيش في دنيا زائلة. هؤلاء الأبطال هم شهداء الواجب، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً لوطنهم، في لحظات استثنائية تكشف عن شجاعة نادرة وإخلاص لا يتزعزع. من بين هؤلاء الأبطال، يسطع نور فاروق الزاهر، مجدي عبد الرحمن، وجه جعفر أونور، وإبراهيم مضوي، الذين سطروا بدمائهم ملحمة عطرة من الفداء.

كلنا عجبنا لهذا الانتقاء هم نفر اجتمعوا على حب ومساعدة الغير والعمل بتجرد ونكران ذات، هؤلاء الفتية الأتقياء لم يكونوا مجرد زملاء عمل، بل كانوا إخوة في حب الوطن والخير والجمال. كان عملهم يتجاوز حدود الوظيفة ليصبح رسالة نبيلة، يقومون من خلالها بنقل الصورة الصادقة وتقديم الحقيقة. لم يلتفتوا إلى زخرف الدنيا ولا مغرياتها، بل مضوا في طريق العزة، وكأنهم على موعد مع الشهادة، مفضلين رضا الله والوطن على كل شيء.

في ذلك اليوم ، اجتمع أبطال الصورة والقلم في القصر بالصديق الشهيد المقدم حسن إبراهيم والأخ العزيز الشهيد النقيب عماد حسن، ومعهم ثلة كريمة من رجال الوطن الذين لم يتأخروا يوماً عن تلبية النداء. كانوا جميعاً في موقع الواجب، عاقدين العزم على أداء رسالتهم بكل أمانة وإخلاص. فكانو في طليعة من قدموا أرواحهم قرباناً لوطنهم .

إن استشهاد هؤلاء الأبطال ليس خسارة بقدر ما هو شرف وفخر يتعالى فوق كل اعتبار. إنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وقد كتبوا أسماءهم في سجل الخالدين، حيث لن ينسى التاريخ تضحياتهم، وستظل ذكراهم منارة تضيء درب الأجيال القادمة، تعلمهم معاني الإخلاص والشجاعة والوفاء.

تأتي هذه التضحيات لتعكس عمق التزامهم بقيم الوطن، وتؤكد على أنهم كانوا مستعدين لدفع الثمن الغالي من أجل الدفاع عنه، حتى وإن كان هذا الثمن هو أرواحهم. وفي خضم الأحداث والصراعات، يبقى العهد الذي قطعوه على أنفسهم حاضراً، إذ كانوا دائماً في قلب المعركة، وأساطيرهم تتردد في الأذهان، تحكي عن الفخر والاعتزاز.

رحم الله شهداءنا الاماجد وأسكنهم فسيح جناته.
إن من واجب الأمة أن تذكُرهم، وأن تجعلهم شفعاء لوطنهم وأمتهم، حيث أن العزاء الوحيد في فقدهم هو مسيرة الوفاء التي سنواصلها كما بدأناها سويا.
وتبقى صفحات الفخر في تاريخ الوطن تتحدث عنهم، وهم الذين أظهروا أن المعنى الحقيقي للوطنية يتجاوز الكلمات، ويُترجم إلى أفعال جسورة ترتقي بالإنسان إلى مراتب الشهادة.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى