عصام حسن على يكتب..رمضان شهر الفتوحات والانتصارات: دروس من التاريخ وأمل في النصر القادم

يحل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الطاعة والصبر والجهاد، حاملاً معه عبق التاريخ المليء بالفتوحات والانتصارات العظيمة التي حققها المسلمون على مر العصور. فقد كان هذا الشهر الكريم شاهدًا على معارك خالدة غيرت مجرى التاريخ، من غزوة بدر الكبرى التي كانت أول انتصار للمسلمين، إلى فتح مكة الذي شكل نقطة تحول كبرى في تاريخ الإسلام، وصولًا إلى انتصارات الأمة الإسلامية في مختلف الأزمنة.
رمضان والانتصارات التاريخية
ارتبط رمضان بالانتصارات العظيمة، حيث كان المسلمون يستمدون من أجوائه الروحانية قوة إيمانية تدفعهم للصبر والثبات في مواجهة الأعداء. ففي السنة الثانية للهجرة، وقعت غزوة بدر الكبرى، التي كانت فرقانًا بين الحق والباطل، وأظهرت كيف أن الإرادة الصادقة والتوكل على الله كفيلان بصنع المعجزات. كما شهد رمضان في السنة الثامنة للهجرة فتح مكة، حيث دخل المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة منتصرين بعد سنوات من الصبر والمعاناة.
وفي العصور اللاحقة، استمرت انتصارات المسلمين في رمضان، ومنها معركة عين جالوت عام 1260م، التي قادها السلطان المظفر سيف الدين قطز ضد التتار، وفتحت الباب لنهضة إسلامية عظيمة بعد أن ظن الكثيرون أن التتار لن يُهزموا أبدًا. وكذلك حرب أكتوبر 1973، التي سطرت فيها الجيوش العربية ملحمة بطولية ضد العدو الصهيوني واستعادت جزءًا من الأراضي المحتلة.
رمضان ومعركة الكرامة في السودان
واليوم، ونحن في رحاب رمضان المبارك، يخوض السودان معركة مصيرية ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية، في حرب الدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنية. لقد أثبت التاريخ أن رمضان كان دائمًا شهر النصر، حيث تتحقق فيه وعود الله لعباده الصابرين المجاهدين. ومع دخول القوات المسلحة السودانية في معركة تطهير البلاد من دنس المليشيات الإجرامية، فإن الأمل بالله كبير في أن يكون هذا الشهر شاهدًا على انتصار جديد يطوي صفحة الجنجويد إلى الأبد، ويعيد للسودان استقراره وأمنه.
التوكل على الله والثبات على الحق
إن النصر لا يتحقق فقط بالسلاح والعدة، بل بالإيمان الراسخ بالله والتوكل عليه، مع الأخذ بالأسباب والتخطيط السليم. فرغم التحديات الكبيرة، فإن الحق لا يُهزم طالما وجد رجال صدقوا العهد وأخلصوا النية لله. ومثلما انتصر المسلمون في بدر وفتح مكة وعين جالوت، فإن القوات المسلحة السودانية بإذن الله ماضية في درب النصر، مدعومة بدعوات أبناء الوطن الأوفياء.
الخاتمة
رمضان شهر الانتصارات، وهذه سنة الله في أرضه. ومعركة الكرامة التي يخوضها السودان اليوم ليست مجرد حرب عابرة، بل هي معركة وجود، يقاتل فيها الأبطال دفاعًا عن الأرض والعرض. وبإذن الله، سيأتي يوم يُرفع فيه علم النصر، ويُكتب للسودان عهد جديد من الأمن والسلام، وسيكون رمضان مرة أخرى شاهدًا على نصر جديد يسجله التاريخ بحروف من ذهب.