أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

عصام حسن علي يكتب.. مليشيات الإرهاب والخيانة: أعداء الداخل والخارج في مواجهة السودان

 

إن السودان، بوصفه وطناً عظيماً يعاني من أزمات متلاحقة، يقف في وجه أعداء الداخل والخارج الذين يسعون إلى تدميره وتقويض استقراره. وسط هذه الفوضى، تظهر الخيانة الوطنية كأحد أخطر التحديات التي تواجه البلاد. فبينما يعاني الملايين من أبناء السودان من التشريد والدمار الذي تسببت فيه مليشيا آل دقلو الإرهابية، يأتي من يرسل الإحداثيات للمرافق الخدمية والمواقع الاستراتيجية، ليتيح للخراب أن يطال ما تبقى من مظاهر الحياة والأمان.

هذه الخيانة ليست مجرد جريمة عابرة، بل هي وصمة عار وطعن في ظهر الملايين من الأبرياء الذين يحلمون بوطن مستقر وآمن. إن الذين يسهمون في تسهيل استهداف المرافق الخدمية، كالكهرباء والمواقع الاستراتيجية، يخدمون أجندة المليشيات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة استقرار السودان وحرمان شعبه من حقوقهم الأساسية.

في لقاء جمعه بمجموعة من الصحفيين المحترفين في نوفمبر من العام الماضي، أشار ، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا، إلى وجود أفراد يتعاملون مع هذه المليشيات داخل مؤسسات الدولة.
وأكد على أهمية تنظيف البلاد من هؤلاء الذين تسللوا إلى الداخل وأسهموا في تعميق الأزمة. ما ظهر في الأيام الأخيرة من استهداف ممنهج لمحطات الكهرباء والمواقع الحيوية في الولايات الآمنة يعكس بوضوح ماذكرة سعادة الفريق أول ركن ياسر العطا وخطر هذه العناصر المندسة التي تعمل ضد مصالح الوطن وأمن شعبه.
المليشيا الإرهابية التي استهدفت السودان لم تكن لتنجح في ضرب المرافق الحيوية والبنية التحتية لولا تعاون بعض ضعاف النفوس من الداخل الذين يقدمون لهم المعلومات والإحداثيات. هذه الخيانة العظمى تستدعي وقفة حازمة من جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية والقضائية، للبحث والتحري عن هؤلاء، وكشف مخططاتهم للرأي العام، ومن ثم محاسبتهم وفق القانون.

إن مسؤولية الحفاظ على السودان من الخونة والمخربين تقع على عاتق الجميع، بدءاً من الجهات الرسمية إلى كل مواطن مخلص. الوطن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب الوحدة والتكاتف، لأن عدو الداخل لا يقل خطورة عن عدو الخارج، وكشفه وتطهير مؤسسات الدولة منه هو الخطوة الأولى نحو استعادة الأمن والاستقرار.

السودان سيبقى عصياً على كل من يحاول النيل منه، بفضل أبنائه الأوفياء الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والذين لن يسمحوا للخونة أن يعبثوا بمستقبل البلاد وأمن شعبها.

إن السودان، رغم جراحه، لن يقف مكتوف الأيدي أمام هؤلاء الخونة.
فمهمة تنظيف البلاد من هذه العناصر المشبوهة هي واجب وطني، يتطلب تضافر جهود المؤسسات الأمنية والمجتمع بأسره.
الشعب السوداني، الذي عانى طويلاً من ويلات الحروب والتشريد، يستحق وطناً خالياً من المفسدين والمتآمرين، وطناً يمكن أن يبنى على أسس العدل والأمان والتنمية.

يبقى صوت الوطن أقوى من صوت الخيانة. وسيظل السودان شامخاً بفضل تضحيات أبنائه المخلصين في القوات المسلحة والقوات المشتركة وحهاز المخابرات العامة والمقاومة الشعبية والمستنفرين الذين يقفون في وجه الطغيان والإرهاب، دفاعاً عن أرضهم وشعبهم ومستقبلهم.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى