أخبار عاجلةمقالات

عمار العركي يكتب..إيلا ..إستقبال بين أطلال وآمال

 

* جاءت عودة وإستقبال ( إيلا ) بين آمال الأنصار ، وأطلال الثوار ، بعد أن تبعثرت كل الأوراق ، والتى أكد تبعثرها بيانات (إيلا) المتتالية، التى صُيغت ب (new look) حسب متطلبات المرحلة – حماسية شاعرية رصينة- عكس ما عُرف عنه حين قال :
”عدنا أو كدنا أن نعود إلى كل من نُسميهم أو ننعتهم ونصفهم بالمحاور والدوائر وحكايات الصبا وأزمات الحكم وإنجازاته، وزاد: ”ها قد أتى الميعاد الذي قطعناه لكم ومعكم ميقاتًا وزمانًا ومكانًا بالعوده للقاء الأحبة.. زماننا هو الأول من أكتوبر“.“ بهذه الكلمات إبتدر (إيلا) بيان العودة وكانه يخاطب المُنشد لأنشودة ( سنعود فى الفجر ) التى يترنم بها الإسلاميون ويعشقونها .
* وأضاف (إيلا) على نسق رائعة المرحوم مصطفى سيد احمد (مريم المجدلية)، التى يعشقها اليساريون وكثير من الوسطيين ” فعلى هذه السفوح والجبال الرواسي والسهول والهضاب ، سجلنا التآلف من انفعالات الأهل والأحبة والعشيرة بعد أن احتوانا البحر سنينًا وعاركنا المد المقاوم والفساد ومسكنا شراع الأمل بالقوة والعنفوان وعزيمتكم الداعمة.. وبكم تمددت دنياي ربوعا وبقاعا“ِ.
* فيما لم ينسى (ايلا)، مغازلة مصر والقوات المسلحة السُودانية حين قال فى خطاب إستقباله ” ونشكر جمهورية مصر العربية حكومةً وشعباً على استضافتنا الفترة الفائتة، ونُحى القوات المسلحة السودانية التي حافظت على أمن وسلامة البلاد ليكون السودان آمناً ومستقراً”
* جاءت العودة والإستقبال ، مابين انتعاش الآمال للبعض ، و بكاء الأطلال للبعض الأخر ، فكان زهو وانتعاش للآمال وسط المؤيدين والأنصار ، يقابله عاصفة من الجدل و الخلاف وخيبة الآمال فى صفوف المعارضين والثوار الذين جاءت ردة فعلهم بين مرحبين ومطالبين بمحاكمة للرجل كرمز من رموز النظام السابق.
* في شرق السودان اشتعلت خلافات وسط لجان المقاومة في بورتسودان بولاية البحر الأحمر، التي عمل واليًا بها، إذ أعلنت بعضها رفضها لما يجري من ترتيبات الاستقبال.
* وقالت بعض أصوات لجان المقاومة إن إيلا ”قرر العودة بعد أن استشعر الأمان الذي وفرته (سلطة الانقلاب) لقيادات وفلول النظام السابق“؛ منوهة إلى أن إيلا ”قرر العودة بشكل (إثني) من جديد تحت غطاء القبلية وإقحامها في المشهد السياسي“ ، بالمقابل، رحبت لجان مقاومة أخرى ببورتسودان بعودة إيلا، وأعلنت عن تأييد 38 لجنة مقاومة، متوقعة مزيدًا من التأييد
* فيما ذكرت أنباء متطابقة في ولاية البحر الأحمر، إن النيابة العامة حركت أوامر بالقبض على إيلا، وسبق أن دونت النيابه العامة بلاغات ضده وعدد من أبنائه بتهم فساد، ويعد بلاغ نيابة المال العام بولاية البحر الأحمر من أبرز البلاغات المدونة ضده.
* جاءت عودة وإستقبال ، لتعيد للأذهان أن “بعض” أقلام الإعلام التى لا تستحى ولا ترعوي عادت لعادتها القديمة ، كما عادت آفة التحشيد والإستقواء بالعشائرية ، وجعلها منصة الإنطلاق بما يوحى بأن ايلا والى الولاية يطغى على الدكتور الطاهر إيلا رئيس وزراء السودان السابق
* فمنذ حراك ديسمبر 2019م، وما قبله ، وحتى اللحظة كل ما يبدر من سياسات وممارسات وشعارات هتافية ، مشروع الإنقاذ والتمكين بطوله وعرضه ، والإعتصام سرقته وفضه ، الوثيقة الدستورية.مرورا بتزويرها وتمكين جزء من بعضه ، وتعديلها من اجل اقحام إتفاق جوبا وحشره ، إيذانا بميلاد تمكين على إنقاض تمكين ، أفضى إلى مفاصلة درامية بين شركاء إتفاق لم يجف حبره ، يسميها كل طرف بحسب عمق الخلاف وحده ، فهى إصلاح عند العسكر ، وإنقلاب عند المدنيين فى أصله.
* وإنبرى كل طرف فى صراع محموم نحو السيطرة وهزيمة الآخر فى معركة ومعترك ليس فيه منتصر ، ولكن فيه خاسر أوحد وهو (السودان).
* فى خضم هذا العبث السياسى وإنشغال الجميع بالعراك تفأجوا بأن عدوهم المشترك وسبب تحالفهم المنقوض إبتداءا
وفى توقيت دقيق ومحسوب بدأ فى التناور ودخول الميدان.
* عودة إيلا – ثالث اضخم شخصية فى آخر حكومة قبل التغيير كرئيس وزرائها – عاد عودة شبيهة بعودة الفاتح العائد من معركة ، وليس من منفى إختيارى ، فلم نسمع بتتريس لمطار بورسودان ، او أن المستقبلين كيزان ، لم يداس او يدخل فى فتيل ، حتى أصوات الرفض الشجب الخجولة جآءت مقتضبة ويحدوها أمل إثارة شارع الثورة وتعبئته مرة أخرى بذات الشعارات التى ذهبت أدراج الرياح ، وملاحقة الرجل بالقانون والبلاغات والتى أثبتت التجربة عدم فعاليتها وجدواها.
* عاد ايلا ، وعودته أحدثت إنشقاق فى لجان مقاومة الشرق بعد أن أنبرى ثلاثة من قياداتها المحزبين بإصدار بيان منفرد يرفض العودة والإستقبال ، وسريعا ما قوبلوا بهجوم وادانة من قبل الأكثرية الأكثرية التى خرجت فى الإستقبال.
* – عودة ايلا تزامنا مع اعلان برنامج إستقبال عبدالحى يوسف من قبل اللجنة المنظمة – ينم بأن هنالك مياه كثيرة مرت وتمر تحت جسر السياسية السودانية المعطوبة والتى بعضها رهين “للخارج”، والبعض الآخر يرفض تجاوز “النهج والأشخاص ” منذ الإستقلال الذى جعلتنا نراها “مكبل و قعيد” ،والإستعمار نراه “مبجل ومجيد.”

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى