عنصرية قنصلية
*عند القوز وسط الخرطوم يتجسد كل شيء عن الترابط والتلاحم ..ففيه تجزم انك وسط قرية في بوادي الشمال أو كردفان..وايضا في منتداها يشعرك شبابه وشيوخه بأنهم الاوائل علما ومعرفة وثقافة.
*في هذا الحي انصهرت العديد من الأسر وبينها أسرة ابو الحجاج المصري -هكذا عرف- الذي جاء مع إنشاء خزان جبل اولياء لكنه فضل البقاء في ارض النيلين وهو القادم من شمال الوادي .
*ما أن تذكر مصر إلا وكان معها السودان ،وقبل ايام قلائل نظمت المبادرة الشعبية السودانية احتفالا لشكر مصر..حكومة وشعب على وقفتهم مع السودان في حرب الكرامة.
*مصر لاتحتاج الي شكر لوقفتها لأنها جزء من السودان وكذلك جنوب الوادي لايشكر أهله إن دافعوا عن مصر،فالاثنين سيان..وهما شعب واحد في دولتين ،وان أردنا نقد حكومة السودان فاللمصلحة العامة وهكذا هو الحال أن أردنا نفس الشي مع الحكومة المصرية .
*طالعت اعلان في الوسائط وتلاه اخبار في عدد من المواقع عن فتح السفارة المصرية الموافقات الأمنية للسودانيين الراغبين دخول مصر،واغرب مافي الاعلان إنه قال إن البعثة ستقبل الطلبات من النطاق الجغرافي في الولاية الشمالية ..وهذا يعني أن مواطني الخرطوم وغيرها من ولايات السودان لايحق لهم امما يشير إلي عنصرية مكانية غريبة جدا من الإخوة في مصر
*استغرابي ليس في تحديد النطاق فقط من الإخوة المصريين ولكن الاستغراب أن مصر التى يعتبرها الكثيرين أنها الدولة الأقرب وجدانيا للسودان تضع كل هذه العراقيل أمام السودانيين في دخول اراضيها.
*في السابق كان السوداني فوق الخمسين عاما يدخل مصر دون تأشيرة وكذلك الحال للنساء والأطفال وحتى بداية هذه الحرب كان هذا النظام معمول به بيد أنه تغير لتصبح تأشيرة الدخول القاهرة اصعب من تأشيرة باريس.
*لانري أي سبب منطقي لكل هذه التعقيدات التى تضعها الخارجية المصرية أمام المواطنين السودانيين الراغبين دخول اراضيها ،حتى أننا وصلنا مرحلة الشك في بعض النوايا “الغير حميدة” لاخوتنا في الشمال ونرجو أن نكون مخطئين في هذا الشك
*ستظل العلاقة بين شعبي البلدين جيدة رغم المطبات السياسية ،كما ستظل الشكوك حول نوايا دخول السودانيين لمصر “شرعيا أو تهريبا” الى ان يثبت العكس من السفارة المصرية أو بمعني أدق من الخارجية المصرية ..