*عيد الاضحى (في تنزانيا) .. نكهة الشواء على الهواء*

دار السلام: علي البصير
يشكل عيد الاضحى للسودانيين في بلاد الغربة والمنافي حول العالم مناسبة مختلفة التفاصيل تختلط عندها أحياناً عادات السودان بعادات البلدان الأخرى، كل بلد حسب ظروفها ووضعها العام.
اما في تنزانيا فان الوضع يختلف عند حلول عيد الفداء بالنسبة للسودانيين المقيمين هناك، فالمعايدة تشكل عندهم العيد الاكبر، اما العادات فهي سودانية خالصة، بل تضفي عليها الجالية نكهة خاصة بها (علامة تجارية) لا توجد في السودان ولا الجاليات الأخرى حول العالم، وهذا ما اود تناول اهم ملامحه..

عادة السودانيين ان يشارك الرجال احياناً في الأضحية بتجهيز شية الجمر فقط، والمساعدة المحدودة في تقطيع لحم الأضحية، ويختلف الحال بالنسبة للسودانين في تنزانيا، أذ يقوم الرجال بتجهيز كل الاكل وجميع انواع الشواء وغيرها من تجهيزات، ولعل السبب الاكبر في ذلك ان المعايدة عادة تكون في مكان عام او منتجع سياحي، فياتي الجميع باضحياتهم (لحماً) ويتم اعدادها وشوائها على الهواء مباشرة، بمشاركة الجميع، ورغم تلك الميزة التفضيلية لم تجلس المرأة السودانية في تنزانيا مكتوفة الايدى، بل تاتي بمساهماتها في انجاح اليوم الاسري باعداد الشاي والقهوة وبعض الحلويات التي تطفي على العيد حلاوة ومزاجاً.
في السودان عادة تفضل الاسر الكبيرة ان تشهد العيد مجتمعة وعادة ما يتم توزيع الاضاحي على ايام العيد من اليوم الاول الى الثالث وفي (الحالة السودانية التنزانية) يتم تقديم كل الذبائح في يوم واحد فتشبع الجالية والضيوف وتوزع الصدقات للآخرين من الجنسيات الاخرى.
المهندس اسماعيل محجوب رئيس الجالية وهو رجل ذو نظرة ثاقبة، كان يقدم التهاني ويصافح الجميع ويهمس بالدعاء مرة ويجهر به مرات، ومما يجهر به حسب رصدنا أن دعا الله للاخوة أحمد جبارة، وعبدالله أبو عوض، وشيخ آدم وشيخ عمر بان يجعل القابلة عندهم في جبل عرفات، بينما دعا همساً لآخرين نحتفظ باسمائهم بان يجعل القابلة عندهم وهم (مدبلين) ..
كانت معايدة هذا العام تختلف كماً ونوعاً، فمن منتجع ملايكة بيتش في منطقة كيقانبوني تجسدت معاني المحبة والمحنة بين السودانين وتواصلهم، فالجميع هنا أسرة واحدة وقبيلة واحدة اسمها السودان فقط.