أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

غزو الإمارات-خطاب الهزيمة (٢)

(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ) يونس ..
– إنتهت معركة الغزو الإماراتي للسودان بهزيمة تاريخيّة وملحمّة أسطورية نهضت من تحتها الخرطوم كالباشق وطائر الفينيق من تحت النار والحطام ..
– تحرير دارفور وبعض كردفان لا تقل اهميّة لكنها أشبه بصيد الأرانب تحت شجيرات الطندب بحتمية مصيرها إمّا القبض عليها حيّة او الموت تحت البنادق ..
– كانت الحرب امتحانا عسيرا وشاقا (لقراصنة تفتيش الضمير الوطني) من مجموعات صغيرة حول احزاب قحط بتنورتها القصيرة .. وكانت محنتهم الحقيقية فقدانهم لوطن باعوه داخل ضمائرهم وتطوعوا للبحث عنه في المنافي حين كُتِب عليهم التوهان متسوّلين متسكّعين يركلهم المارّة انّي حلوا وحيث أقاموا ..
– (المُختل عبدالرحيم)..
– لم يسبق ان كتبت عنه لضآلته تتأفف النفس خوض زائله .. مُسرِفٌ في التسلّط والملذّات جهول جحود حقود حسود .. نعي ببكائيته الأخيرة زوال مُلكٍ عضود لم يبقَ منه إلا حتميّة الفناء بعد موت الأخلاء ورحيل اُولي القُربي فمن جنّدهم وحشدهم بالأمس هَلْكي ومن إسترهب بهم وقتل ونهب واغتصب أكلهم رصاص جيش لا يرحم ولا يساوم كل غشوم ظلوم ..
– لم يزعجني عويله وتهديده بغزو ولايتي النيل والشمالية لحماقة فُطِر عليها وسذاجة تبدو علي وجهه ويكشف عوارها لسانه فهو طبلٌ أجوف لا يُقرع إلا لخراب ولا ينعق إلا لموت وفجيعة ؛ أفني المكوّن اهله وعشيرته بدارفور فناء ماحِق ٍحالِق ٍ لم يترك رضيع ولم يوفّر شفيع ؛ أذلّ قومه رَهَبا ورَغَبا فأطاعوه ؛ وأخرجهم من معادلات السلطة والحُكم لعشرات ٍمن السنين قادمات كما أخرج الشيطآن كفّار قريش من الجنّة ..
– يزأر (المُختلّ) وسط ٢٠ الف راس من قطيع وخراف الجنجويد الصغار لا خِبرة قتاليّة ولا هدف معلوم ولا يقين بشهادة ؛ كانت السطلة طوعه والأمر إشارته والرُتَب تحيته والقصر مكتبه والقيادة محله والاقتصاد ومعدن الدهب تنوء مفاتِحَه والفواتِن والزهراوات والغتج يتودّدن له ، كان نديم طه وطه خليله وكان سيّد طه الثاني وطه الثاني عصاه يهش بها نعاج قحط ؛ ووسط الخرطوم كسالف عهده بالبادية يسرح وحوله ٢٠٠ الف مدجّجين مدرّبين مسلحّين لم يرجع لاهليهم حتي بالنعوش بعد مذبحة تحرير الخرطوم وجز الرؤوس للعلوج حسبوها نزهة بقوز دنقو وواقعة فتقا حتي أفاق من ريدا هاربا كما لم يكن يدخلها إلا لمحة من حلم قبل الفيلول والقصر عاد لسيدة والخرطوم لشعبها .. يعوي فننظر حوله لا أحد ؛ حتي اركان جُرمِه وغدره (فضيل ؛عمليات؛ حسن محجوب) عافوا كرِيه قوله وقبيح فِعله وعُنصريّة وجهويّة هم أول من تحرِق ..
– لم يُهزم مرتزقة الغزو الإماراتي بالخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وسنّار وكردفان والنيل الأزرق من قِلّة عدد ولا نقص سلاح وإنما لإنعدام الدافع والعقل والإيمان ؛ فالحروب أعقد العلوم الحديثة يشمل منهجها ساعة اندلاعها بجانب العلوم العسكرية البحتة علوم اخري لا تقلّ اهمية كالانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالقيم والسلوك والمفاهيم لدي المجتمعات وهويّتها وتاريخ تكوينها ونشأتها وجذرها وأحلامها وغايات الفرد والجماعة عندها ومكامن القوة ومنابت العزم وصراعاتها واسباب البقاء ..
– سون تزو كتب قبل ٢٥٠٠عام استراتيجية (فن الحرب) لم يقرأ له حتما (المُختلّ) فعقله لا يصافح إلا الجريمة .. كتب :
– من عرِف مصادر قوّة نفسه وعدوّه لن يخسر معركة واحدة ؛ ومن عرِف نفسه وجهِل عدوّه كسِب بعضها وخسِر الاخري ؛ ومن جهِل نفسه وعدوّه خسر كل شيء.. وعلي القائد ان يتحلّي بالحِكمة والصدق والتسامح والشجاعة والانضباط ؛ والخمس لا يملك صاحبنا ولا شقيقه الهالك منها واحدة .
– أدهشت القوات المسلحة العالم مرتين بفعل واحد مرة حين نجحت في سحق وإبادة كل المرتزقة الغازية وتحرير الخرطوم وولايات الوسط ؛ وهذا ما أثار حنقهم (الخطاب الأخير) فحققت الفوز قبل الالتحام والاشتباك ففضحت خططهم ونواياهم وقوتهم وتسليحهم ومواقعهم وحواضنهم ومنابت الشر ومكامن الخطر والجيش يهِمّ بدحرهم وسحقهم الي الابد وطردهم من دارفور وكردفان وقد خرجوا من جحورهم مذعورين ؛ انها عبقريّة الخِداع الاستراتيجي عبر إظهار مخالب الجيش بالخرطوم وقد استكان اول الحرب فاستنزف قوتهم وامتص اموال الكفيل الاماراتي وبدا واثقا بالنصر بدعمه المباشر واللامحدود وحركته امام كل الدنيا بدول الجوار الجاحدة ؛ والامارات الان تجثو علي ركبتيها ترجو وسيطاً يخرجها من فضيحه محكمة العدل الدولية التي ضُرِب موعدها كاول دولة عربية تُحاكم امامها بعد الكيان الاسرائلي ضد دولة عربية شقيقة بتهمة الحرب والغزو الاجنبي ..
– نهر النيل والشمالية ..
– ليس لاهلها ولا شعبها عداوة مع قبائل دارفور ولا شعبها ولا لقبائل دارفور من ثأر ولا مغرم معها؛ وهُنا علي حكماء دارفور تحديد موقفهم للتاريخ وقد اختار هلكي وحمقي دارفور مواقد موتهم ودفنهم .. وان كان من مظلمة فقد طوت نهر النيل مظالم ومذابح مضت مع الايام ندوبها كالوشم علي المعصم داوتها بالتسامح واسبلت عليها الأكمام لخاطر الوطن الكبير .. وكما الأمس الشمال الكبير حظه من دولة ٥٦ أوزار الساسة واخطاء النُظُم علي كاهله ووثيقة الحكم الراهن تضعه ادني قائمة الاستحقاق غُفلا بلا وَسْم ولوحة تخلو من رسم ..

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى