في هذه الجامعة .. حين ينهض الحلم ويتحول إلى رؤية ذكية

كسلا:احمد بامنت
قبل اعوام خلت في مطلع التسيعينات ولنكون اكثر تحديدا في عام 1993م كانت شهقة الميلاد لفكرة تواثق عليها نفر كريم من ابناء كسلا الاخيار لتعلن عن نفسها كاول كلية جامعية خاصة بكسلا في منزل متواضع بالضفة الغربية يحمل لافتة كلية الشرق الجامعية حدث هذا في لحظة يندر تكرارها في لحظة تتعانق فيها الفكرة مع العمل لتنتج فعل مثمر ظل يؤتي اكله عاما تلو عام منذ 1993م ليتوج اليوم بالاعلان الرسمي لترفيع الكلية لجامعة وبذلك تدخل جامعة الشرق للعلوم والتكنولوجيا كاحد اهم المؤسسات التعليمية الرائدة علي خارطة التعليم العالي تحمل تحديات الماضي وامال مستقبل متغير لايتوقف عند محطات التقاعس مستقبل العالم الرقمي .
بكل تلك الافكار تحدث الدكتور محمد خير التجاني ليعلن عن جامعة الشرق كاحدي المؤسسات التعليميةالتي ستعمل علي تجاوز دورها النمطي لتصبح كيان صانع لواقع جديد ضمن منظومة المؤسسات العلمية العاملة بالبلاد.
هكذا كانت الصورة في باحة جامعة الشرق للعلوم والتكنولوجيا وهي تفتح ابوابها لعدد من الاعلاميين والصحفيين وتطوف بهم علي ابرز منشاتها لمقابلة التحدي ولتدشّن بذلك مرحلة جديدة من عمرها الأكاديمي بمؤتمر صحفي أقرب ما يكون إلى احتفال عقلاني بالعبور من ضفة الكلية إلى أفق الجامعة.
كان المشهد أكبر من مجرد إعلان رسمي وان جاز لنا القول انه اعلان تحول نوعي عبّرت عنه كلمات مدير الجامعة، الدكتور محمد خير التجاني، الذي تحدث بصدق العالم وحماسة البنّاء، واضعًا أمام الحضور خريطة طريق جامعة انطلقت من جذور صلبة وتسعي لتبني مستقبلها على أسس الجودة وتضع الطالب في قلب العملية التعليمية لا على هامشها مع مراعاة الجوانب الانسانية التي لا تتعارض مع كونها جامعة خاصة.
لم يكن حديث الدكتور محمد خير مدير الجامعة مجرد استعراض لنقاط القوة بل ترجمة لوعي مؤسسي يعي جيدًا أن الجامعات اليوم ليست مجرد مبانٍ بل منظومة معرفية وفكرية تتكئ على التحول الرقمي وتفتح نوافذها على العالم من خلال استراتيجيات ذكية. ولهذا جاء تأكيده على السعي للوصول الي التحول الحقيقي إلى جامعة ذكية كدلالة واضحة على انفتاح الجامعة على المستقبل واستعدادها لمجابهة التحديات بالتقنية لا بالتقليد.
وفي العمق من ذلك، كان الالتزام بـالمسؤولية المجتمعية حاضرًا كواجب لا كمنّة، حين تحدّث عن مبادرات الجامعة تجاه المجتمع وتعهدها بإتاحة الفرصة التعليمية لكل من يستحق وفقًا لمؤهلاته وفق رؤية واهداف الجامعة مع خلق شراكات فاعلة
ولأن القول لا يكتمل إلا بالفعل فقد اصطحبت الجامعة وفد الإعلاميين في جولة ميدانية علي عدد من المرافق والقاعات الجديدة التي تم تشييدها بنمط يخالف المعتاد ويواكب العصر والمعامل المجهزة، وهنالك المكتبة الورقية والرقمية كأنها تقول: ((هنا نعد جيلا للمستقبل لا للوظيفة فقط)) لم يكن ما شاهدناه مجرد واجهات بل ملامح لمشروع كبير تنوي الجامعة استكماله من توسعة المجمعات لابراج علمية .
وفي سياق هذا الحدث لم يغفل الاعلاميين والصحفييين عن اسئلتهم المشروعة حول رؤية الجامعة للتعامل مع واقع الحال المتمثل في الاوضاع الاقتصادية المازومه للسواد الاعظم وبين الحاجة للتعليم والتعلم كضرورة لاغني عنها وهو الامر الذي حاول مدير الجامعة التاكيد عليه وارسال تطمئنات بان الجامعة ومع انها تعد من الجامعات الخاصة الا انها لم ولن تحرم طالب من الدراسة بسبب المصروفات الدراسية وتعمل علي تيسير الامر وتسهيله بالقدر الذي يمكنها من اداء رسالتها التعليمية وواجبها الانساني عندها فقط خرج الزائرون بانطباع أن جامعة الشرق ليست مجرد مؤسسة تمت ترقيتها إداريًا، بل عقل جديد يُراد له أن يتقد في قلب الشرق، جامعة ترفض أن تكون نسخة باهتة من ماضٍ تعليمي متعب، وتصرّ أن تكون بذرة حقيقية لنهضة ممكنة كيف لا ونحن ندرك ان من يقف علي ادارتها رجل بقامة الدكتور محمد خير التجاني فهو طاقة لا تنطفئ يسابق الخطى نحو الأفق بثقة لا تعرف التردد، يحمل الحلم زادًا، والإرادة سلاحًا، والطموح له جناحان لا يعرفان الهبوط ومن خلفه عمداء وهئية تدريس وفريق عمل لايقلون عنه كفاءة او طموحا ولهذا نقول ان كانت الجامعات هي عقل الأمم فإن ما رأيناه في الشرق ربما يكون دليلاً على أن شرق السودان بدأ يضع يده على جبهته… ليفكر في اقصر السبل للوصول القمة .