قصص حجاج من الفاشر الي ابوسعد
تقرير: البلد نيوز
عند مدخل العباره واسا المملوكة لشركة كنزي وضعت لافتة كبير مكتوب عليها ” نسعد بخدمة حجاج بيت الله من أهل السودان” ،الاجراءات داخل الباخرة مضت سريعة دون تعقيدات تذكر والترتيب كان محكما في الطوابق العليا حيث يجلس الحجاج أما في المقاعد الوثيرة أو الغرف الانيقة،على جدران هذه الطوابق وضع الطاقم العامل في الباخرة عدد من الملصقات التى توضح تخفيضات الوجبات لحجاج بيت الله وعلى غير العادة كانت كافتريا الباخرة تقبل العملة السودانية لشراء المرطبات والمكيفات من حجاج أهل السودان.
* الخروج الصعب
في الغرفة رقم ٨٠٢٣ كان يجلس الحاج الدومة ادريس القادم من مدينة الفاشر ،بداء على عم الدومة الإرهاق الشديد وفضل الإقامة في غرفته المريحة ،فسالت الدومة عن رحلة خروجه من الفاشر فقال لي أن الخروج كان الأكثر تعقيدا حيث كانت المدينة تشهد القصف المتواصل على المدينة،المواطنين هناك يعيشون حياة من الرعب المخلوط بالصلابة والعزيمة- الحديث للدومة- كان الدومة مرتب حاله للخروج في بعثة حج هذا العام ورتب للخروج من الفاشر في أحد أيام شهر رمضان المبارك ولكن خروجه لم يكن بالشي الهين فالرحلة واجهتها العديد من الصعوبات بدأت بالطريق الملغم بقوات المليشيا المتمردة لذا خرج غربا اولا ثم العودة مرة أخري شرقا واستمرت رحلة خروجه ايام عديدة مليئة بالمخاطر والصعوبات حتى وصل إلي الخرطوم سالما ليكون ضمن بعثة الخرطوم لحج هذا العام.
* المليشيا بين الفاشر والاعتقال
وفي ذات الغرفة وعلى السرير العلوي كان يرقد الدكتور عبدالاله يأخذ قسطا من الراحة وهو بين مندهش وسعيد لمرافقة بعثة حج الخرطوم ،وعبدالاله له قصة اغرب من الخيال فهو كان أحد معتقلي الدعم السريع دون جريرة يرتكبها حيق جلس عبدالاله حبيسا في معتقلات الدعم السريع بعد أن قادته المليشيا من وسط أسرته في ابوسعد ليقضي أكثر من أحدي عشر شهرا معتقلا وكان قريبا جدا من الموت وواجه عبدالاله العديد من صنوف من العزاب ،قال لنا عبدالاله أن أسرته لم تعرفه بعد خروجه من المعتقل حيث نقص وزنة أكثر من ثلاثين كيلو،وكان مصرا أن يكون ضمن بعثة حج هذا العام وسيدعوا كثيرا لنصرة الجيش ودمار ماتبقي من مليشيا الدعم السريع .
* دهشه وانبهار
عدد من حجاج ولايات دارفور بدأت على ملامحهم الدهشة والأنبهار وهم يرون العباره واسا تشق امواج البحر في اتجاههم لمدينة جدة،وابدوابدو سعادتهم على التوفيق لإكمال إجراءات الحج وقالوا إنهم سعداء بالسفر عبر الباخرة المريحة جدا والمرتبة بصورة جيدة وقال الحاج دهب احمد مالك أنه لأول مرة يسافر خارج السودان وكان حظه أن يكون هذا السفر لأداء شعيرة الحج عبر البحر وقدم شكره للمجلس الاعلي للحج والعمرة وعلى رأسه الامين العام سامي الرشيد على الجهد الخرافي الذي بذل من أجل إنجاح الموسم رغم العقبات الكثيرة التى اعترض الموسم وفي مقدمتها حرب الكرامة،اما الحاج ازهرى محمود إبداء سعادة لسفره الي مدينة جدة عبر البحر وقال إن ساعات السفر تجعل الإنسان يتأمل في مخلوقات الله البحرية وقدرته العلي القدير على سير مثل هذه الاله ( يقصد الباخرة) وسط هذا البحر الواسع ،وبداء ازهري سعيدا جدا بالسفر للحج في هذا الظرف المعقد في ولايته جنوب دارفور ودعا الله بنصرة القوات المسلحة والقوات المساندة لها.