أخبار عاجلةالاجتماعي

قصص وعبر لمدمني المخدرات

 

المخدرات عالم آخر يعيش بداخله المتعاطي ولا يريد أن يخرج منه حتى تأتي اللحظة الحاسمة بدمار شاب أو امرأة قادها رفاق السوء إلى عالم بعيد عن القيم والدين والأخلاق. في عالم السياسة، تستخدم العديد من أجهزة المخابرات سلاح المخدرات لتدمير عقول الشباب وتحجيم تفكيرها حتى تحقق دول هذه الأجهزة خططها الخبيثة. شهد السودان منذ سنوات هذا النوع من الحرب الخفية، بدليل الكثير من شحن المخدرات التي ضبطت وغيرها تسربت إلى عالم الشباب في كل ولايات السودان.

*قصص مدمنين*

نظرة المجتمع السوداني إلى المدمن جعلت العديد من الأسر ترى أبنائها يضيعون ولا تقدم على علاجهم. وكذلك بعد الآباء عن أبنائهم يجعلهم صيدًا سهلًا في شبكة مروجي المخدرات، إلى جانب انتشار هذا السم القاتل وسط طلاب الجامعات وغيرهم من المجتمعات. في هذه المساحة، سنحكي بعضًا من قصص مدمني المخدرات الذين تحزموا بالعزيمة والإصرار للعلاج من هذا الداء القاتل. بعضهم يدرس في الجامعات وغيرهم يعمل بالتجارة، ولكنهم اجتمعوا على كلمة واحدة وهي “وداعًا للإدمان”.

– *الجامعة كانت البداية:* طالب تجاوز العقد الثاني من عمره بقليل يدرس الطب في إحدى الجامعات العريقة. بدأت قصته مع الإدمان حينما تعرف على زميلته بالكلية وأصبحا قريبين لبعض، وكانت هي السبب في تعاطيه لمخدر الأيس الخطر، الذي يجعلك مدمنًا منذ الجرعة الأولى. قال لي هذا الطالب إن مروجي هذه المخدرات من الطلبة القدامى الذين يجمدون سنوات دراستهم من أجل هذا العمل المدمر. أضاف أنه شعر أن مستقبله سيدمر، لذا صارح والده بقصة إدمانه، فكان القرار ضرورة العلاج السريع عبر مركز النبوي لعلاج الإدمان. قضى هذا الطالب خمسة وأربعين يومًا من العلاج المتواصل ليخرج معافى إلى المجتمع وجامعته. وكانت رسالته الأولى لشباب السودان عدم الانقياد وراء أصدقاء السوء بحجة التجريب حتى لا تقع في بئر الإدمان.


– *غضب يقود للإدمان:* أما الشاب (م. ش) فقال إن سبب إدمانه هو غضبه من فتاة كانت قريبة منه. وحتى ينسى أصبح يتعاطى المخدرات حتى أدمنها. نصح الشباب بعدم الانقياد وراء أصدقاء السوء الذين يقولون لك “أنت ما أجل” إذا لم تتعاطى المخدرات. ويعلمون من مجرب أن المخدرات تفقدك كل شيء: رجولتك، أهلك، دينك، أخلاقك. وقال إنه في أحد الأيام كان يريد أن يقتل والده وحاول كذلك حرق منزلهم، وكل ذلك تحت تأثير المخدرات. وفي سبيل الحصول على مال لشراء المخدرات كان يسرق وينهب بالسلاح، وترك دراسته بسبب هذه المخدرات. ولكن الحمد لله الآن أتعافى تمامًا ومتحسر على السنوات التي ضاعت من عمري وأنا تحت تأثير هذه السموم.
– *التاجر وأصدقاء السوء:* أما أحد التجار الشباب، بدأت قصته مع أصدقائه الذين كانوا يتجمعون في متجره. وكانت البدايات بالبنقو ثم تطورت إلى الأيس، مما فقد تجارته وصحته وأصبحت كل تصرفاته خطرة من ضرب وشتيمة لأقرب الناس إليه. حتى دخلته أسرته مركز النبوي لعلاج الإدمان ليبدأ رحلة التعافي من هذه السموم. وقال إن التعامل في المركز ممتاز جدًا وبه كل وسائل الترفيه حتى لا يشعرون بالملل.
– *أ. ه:* قال إن بداياته أيضًا كانت بالبنقو ثم الأيس الذي قضى على صحته وعلاقاته مع أسرته وأهله. وقال أنصح الشباب بعدم الانحراف وراء هذه السموم التي جعلته يترك عمله ويعتمد على الأموال التي يرسلها له شقيقه من الخارج. وأضاف أن الذي جاء به إلى المركز للعلاج هو أحد أصدقائه الذي يعتبره اخوه الذي لم تلده امه.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى