قطر ..دولة ناصعة البياض

من الواقع
قطر ..دولة ناصعة البياض
*في سنوات ماضية حينما اشتد الخلاف بين حكومة الإنقاذ ونظام مبارك في مصر ،كان الالف من السودانيين موجودين في القاهرة وغيرها من المحافظات وبالمثل كان هناك مصريين يعملون في السودان وربما تجد مواطن مصري يشارك سوداني وجباته،لان الخلاف كان بين نظامين حاكمين وليس بين مواطني البلدين.
* وكذلك كان الحال مع إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان ..وغيرها من الدول ،فالشعوب لاعلاقة لها بالخلافات السياسية أو الفكرية ،ومن هذا المنطلق كانت الفكرة الرائعة من آلاخ عمر نمر الذي نجح في تكوين منظمة رابطة الشعوب والتى تقوم بدور عظيم في المجتمع السوداني ومحاولة ربطته بالمجتمعات الأخري “شعبيا ” دون أن تكون للسياسة دور في هذه المنظمة.
* منذ بداية حرب الكرامة بدأت منظمة رابطة الشعوب التفكير خارج الصندوق وأصبحت مثل مدرب كرة القدم الذي يقراء الملعب جيدا ليهزم الخصوم وكانت قراءة منظمة رابطة الشعوب لملعب المعركة أكثر من جيدة وهي تقدم الشكر والثناء للدول التى وقفت مع شعب السودان في حربه،فكانت البداية بارتيربا التى فتحت حدودها لأبناء السودان وعاملتهم مثل الارترين في بلادهم،ثم كان الشكر لأبناء النيل حيث  مصر الشقيقة التى تحتضن أكثر من ست مليون سوداني فروا من نيران الحرب .
*وفي الثالث من شهر مايو المقبل سيكون الشكر لدولة قطر التى وقفت مع السودان في كل محنه،قطر الخير التى رعت اتفاق الدوحة ..قطر التى عمرت دارفور واجزاء كبير من السودان،وكل مواطن سوداني حينما يسمع اسم قطر يذهب عقله دوما إلي فعل الخير والبناء والإعمار فهي دولة لاتعرف ” الخبث” السياسي وتتعامل بأخلاق العرب الأصيلة التى تمنح دون مقابل وتصادق دون خيانة أو غدر والذي لاتقبله على دولتها لاترضاه إلي اشقائها من الدول العربية.
*السبت الثالث من مايو سيكون يوما مختلفا في العاصمة الإدارية “بورتسودان” حيث الموكب والحشد الكبير الذي سيتجمع أمام السفارة القطرية بحي المطار ليقول رسالته للحكومة القطرية ولشعب قطر ..شكرا قطر..شكرا شعب قطر..شكرا القيادة الراشدة لدولة قطر التى قدمت الكثير ولازالت تقدم من أجل العروبة والأخوة لدولة عربية.
*حسنا..نجحت رابطة الشعوب التى أخرجت لنا كل هذه المبادرات في إيصال صوت الشعب السوداني الذي يريد أن يشكر كل تلك الدول ولكنه لم يجد السبيل،فكانت هذه المبادرات من رحم الشعب السوداني خرجت جميعها من منظمة رابطة الشعوب والقادم منها المبادرة الشعبية لشكر حكومة وشعب قطر ..بشعار يزينها “شكرا تميم..شكرا قطر”.
*قال لي احد الاصدقاء حينما علم بهذه المبادرة “قطر تحتاج للشكر المتواصل ليس لوقفتها مع الشعب السوداني في حربه فقط ،ولكن لوقفتها مع السودان منذ سنوات بعيدة”، وحينما امعنت في حديث صديقي هذا وجدته صادقا ،فان عدنا بالذاكرة للوراء لوجدنا أن قطر قدمت للسودان الكثير، خلاف رعايتها لاتفاق الدوحة لإيقاف النزاع في دارفور واعمارها للاقليم،فان قطر هي التى اهتمت بالسياحة في السودان واهتمت بالمستشفيات وهي التى قدمت المنح المليارية لحل الازمات الاقتصادية في السودان ابان حكم الإنقاذ ،وهي واحدة من الدول التى لم تلوث يدها بدماء الشعب السوداني وظل موقفها ثابتا في المحافل الدولية رافضا للتدخل في شئون السودان وهي واحدة من اوائل الدول التى استقبلت النازحين والفارين من نيران الحرب في السودان …وهي وهي….وهي الدولة الوحيدة ربما التى ستجدها تمنح دون أن تنتظر منك مقابل فعطاءها لامحدود لاشقائها وقلبها ناصع البياض اتجاه أهل السودان.
*قطر تستحق منا أكثر من الشكر وهي واحدة من الدول التى لاتجد غبن في قلوب السودانيين اتجاهها لأنها دولة ناصعة البياض في مظهرها وجوهرها..وصدق من قال إنها قطر الخير ..بطيبة شعبها وحكمة قادتها على مر الزمان..ولا يسعنا إلا أن نقول ..شكرا قطر..شكرا تميم..