كرم الله سليطين يكتب..الي د.نافع في محبسه
اخي الكريم الدكتور نافع علي نافع
التحيات الزاكيات الطيبات عليك وإخوانك ممن يجيدون الصبر والجلد في سجون الظلم والظلاميين الجدد ولانك مغرم بالبادية وشعراؤها فإليك اقول
:-
ضو الهجعة للتايه غريـــب بتلفت
اكسير الضرا الليهو الشــوارع لفت
باهل رزقو رحمان القلـوب الخفت
ايدو بشاير الطرفة أم بروقـاً رفت
عريس امات لبوس الهربست واتصفت
الخير الدفر لبن البيوت الحفـــــت
عسل عيش الجوار زمن السنين الجفــــــــت
مابحسبلها ان جات والله باكر قفــــــــــــــــت
كوع الدندر الما بتنقــــــطع زوارو
بيتو تملي للبياح تلوح انـــــــوارو
خريف كاجة الفتك نالو وضحك نـوارو
نعم الصاحبو ونعم السكن في جوارو
عدو مالو اب سوالف كلو مخــــــــــــلوق دارو
ماهل رزقو ساهل للبيدخــــــــــــــــــــــل دارو
طالع نجمو كوكب نور ادور في مــدارو
من برج الاسد جات عزتو ومقدارو
وانا ادلف إلي قاعة المركز العالمي للمؤتمر قد وضعت امامي صورا تأتت الي واسترجعت بذاكرتي أيام السلطة والصولجان والايام البهيات وانت تحرسك جيوشا من اصحاب الحاجات يصلون في ذات صفك حتي إذا سلمت سلموا اوراقهم وبثوا همومهم وآخرين بثوا سمومهم ووقتها كان للمؤتمر الوطني المركز العام ألقه وبريقه تهفو إليه افئدة الناس يرتادون حياضه ويستمتعون برياضه
كنت قد وضعت صورا تراءت لي وسألت نفسي هل سأجد هؤلاء؟
وبينما انا ادخل إلي القاعة انشرح صدري وماتت هواجسي ووجدت السودان كله تعج به القاعة وتفيض فزجرت نفسي الامارة بالسوء واستغفرت الله كثيرا وسألته ان يتوب عني فهو علام الغيوب العالم بكل شئ.
وحدقت وتفرست في الوجوه فكان ابو القوانين(محمدالشيخ مدني)ووجدت (عصام الحاج ) يمتلئ حماسا وهو يأخذ بيد الشيخ الطيب الغزالي سليل الاشراف وحفيد(صقرالبرزن ) الممتد نسبه الي الشيخ احمد زروق المغربي وهم الذين ادخلوا التصوف في بلاد السودان حملة للقرآن ومعه الشيخ اسامة الشيخ محمداحمد سليل الكرام ابن الكريدة الراقدة علي ضفاف بحر ابيض الجميل تعلوها قبابهم وتقابتهم المنيرة بهدي الله المبصرة بنوره ومن علي مقاعد ليست بعيدة يجلس الزعيم والقيادي المجتمعي امير الكواهلة بالسودان وزعيم بحر ابيض الامير السر يوسف الكريل واهله خلفه فللكواهلة في تاريخ السودان مروءات وبطولات راسخة من لدن عبدالله ودجاد الله الي الراحل الدكتور إبراهيم يوسف هباني (حكيم بحر ابيض ) الذي لولا رحيله لكان في الصف الأول من المطالبين بإطلاق سراحكم وهناك كان ناظر الجعليين الذي كانت لكلمته اثر باق في نفوس الحاضرين وهو يذكرنا ان نافعا نافع لكل السودان وبالفعل كان السودان كله في تلك القاعة الا(ابناء الفراغ) الذين ارتهنوا للاجنبي وباعوا حاضر السودان ومستقبله( بفراغ) فارغ كان النوبة وجنوبنا حاضرا وشرقنا ووسطنا وكردفان لها حضور باهٍ ولدارفور حضور انيق
جاءت كل الإدارة الاهلية يتقدمهم ناظر الجموعية ونحاس يدق ويملأ النفوس حماسا وكبرياء وسيف ودرقة وسكين وجاءت الطرق الصوفية وهي تحتفل هذه الايام المباركات بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم طارا ونوبة
جاءت احزاب الوحدة الوطنية يتقدمهم إبراهيم آدم والمرأة المرابطة علي العهد والوعد أميرة يوسف ابوطويلة واخواتها ممن زاملتهن من نساء حركة الاسلام تتقدمهن مها عبدالعال وسيدة الدبلوماسيات سناء حمد العوض التي افصحت وابانت لغة سلسة ووقار مهيب .
ودلف في سمت صالح وطلعة بهية الشيخ احمد ابراهيم الطاهر بوقاره المملوء بالصلاح والفلاح وفي ركن قصي كان يجلس ازهري التجاني عوض السيد وفي سكينة يجلس الشيخ كمال الدين إبراهيم يحدق في الوجوه يتفرسها ليلتقي بإخوة السنان والميدان وحتي اجمل فقدكانت الحركة الاسلامية حاضرة بهية تتقدم الصفوف برجالها ونسائها وشبابها الاشاوس وهي تخاطب الجميع ان الحركة التي امتدت مسيرتها في رحاب السودان وانتشرت في كل اريافه ومدنه لن يعجزها التدبير والتفكير في حاضره ومستقبله وكيفية ابتكار الوسائل المدروسة واتخاذ التحوطات والنظم للمحافظة علي كيانه انسانه ووجدانه ووديانه.
وختام كل شئ عمقه فكان غندور بهيا وهو يقاوم ما اعتراه من آلام سجن طويل بلا ذنب ولا جريرة والبروف العالم في بدايات الثورة (الكذوب )يطرح المعارضة المساندة كواحد من ابناء هذه الارض هضابها وجبالها وكطبيب اسنان حاذق ارسل رسالته لمريض يتأوه ليخرج الصديد والقيح بمشرطه حتي لا تتشوه الاسنان وبالتالي يظل الثغر مملوءا بالعافية
كل هؤلاء اخي شيخ العرب وكثيرون امتلأ بهم فضاء المركز الشاسع جاؤوا ليقولوا:-
اطلقوا سراح شيخ العرب الدكتور السوداني الاصيل طبعا وطبيعة وطبائع ويؤكدون الوعد بان ليل الظلم قصير وان الحرية لك ولإخوانك ماهي إلا ساعة زمن وتخرجون الخروج المهيب ونجدد العهد:-
عهدنا معاك كنـداب حربة ما بتشـلخ
و صرة عين جبل معقودة مابتتفلخ
اكان ايديـنا فيك من المَسِك تتملـخ
السماء ينتكي و جِلٰد النمِـل يتسـلخ
اخي الكريم الدكتور شيخ العرب
في الختام نسأل الله تعالى أن يفك اسرك لتعود لمعانقة المنابر خطيبا مفوها مؤمنا بقضيته مدافعا عنها باذلا نفسك في سبيلها
ولك مني خالص التحايا واندي الأمنيات ولكل اخوتك بكوبر المسجونين ظلما فك الله اسرهم جميعا