كسلا..المبادرات الشبابية والمجتمعية وحدها لن تكفي !

كسلا:احمد بامنت
قصص و روايات لا تنتهي تحكي ماساة الحرب والدمار منذ الخامس عشر من ابريل وحتي هذه اللحظة لم تتوقف تلك المشاهد والروايات لكنها لم تاخذ من عزيمة هذا الشعب المعطاة ولم تكسر ارادتة في تقديم الخير والفضيلة فمنذ ان بداءت تتدفقات النازحين الوصول لمدينة كسلا شمر ابناء وبنات كسلا سواعدهم وفتحوا قلوبهم قبل البيوت لاستقبالهم بكل رحابة صدر وبشاشة وجة في محاولة لتخفيف عنهم كآبة المشهد ومرارة الواقع فكانت ملحمة حقيقة سطرها شباب كسلا في ضيافة اهلهم وذويهم القادمين من ولايتي الخرطوم والجزيرة ولم تفتر همتهم وهاهم اليوم بقفون ذات الموقف مع القادمين من سنار وسنجة وعلي الرغم من ان مساحة الحزن في دواخلهم تمتدت واتسعت حتي كادت القلوب تتقطع من هول ما سمعوا وما لمسوا من معاناة ولعل من اكبر الكوارث في ان يصل المرء الي مرحلة ان يعتاد علي الكوارث وعندها يتبلد القلب ويتحجر ويتجرد من الشعور والعواطف وهي محمدة اخري من نعم الله اختص بها مجموعة من شباب كسلا لم تفتر عزيمتهم ولم ينقطع عطاءهم وقدموا المبادرة تلو المبادرة لنجدة القادمين الجدد وهاهي غرفة طؤاري كسلا تتقدم المشهد وتبادر باستقبال نازحي سنار وسنجة وتبعهم في ذلك شباب حي الترعة الذين قدموا صورة مشرفة لكل أهل كسلا ولان الخير في امة المصطفي حتي قيام الساعة لم يقتصر هذا الفضل علي هؤلاء فقط فبلامس جاء القيادي الشاب مبارك شعيب ومعه نخبة من ابناء كسلا الخلص بمبادرة غير مسبوقة في نوعها تلمسوا من خلالها بوعي وبصيرة الضرورة الفعلية لكل تلك الاعداد المتزايدة من النازحين من سنار وسنجة وقدموا تصورا متكاملا لعملا طوعيا يقئ النازحين والمجتمع مخاطر صحية وبيئة جسيمة وذلك من خلال حملات توعية لاصحاح البئية داخل وخارج مراكز الايواء ولعل هذه المبادرة الجمعية الثقافية لأبناء غرب القاش والمنظمة التوعية للتنمية بكسلا نموذع العمل الطوعي والإنساني

حيث يستعدوا في تقديم برنامج التوعية الصحية بمركز نازحي المدرسة الصناعية بكسلا بالتعان مع الشئون الصحية بمحلية كسلا ويهدف البرنامج التوعية الصحية ونشر الوعي بالصحة وتعزيز الممارسات الصحية الجيدة بين النازحين وذلك بتنظيم ورش عمل حول النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض والتغذية الصحية وتشجيع المشاركين علي تبني عادات صحية وتطبيقها في حياتهم اليومية بالاضافة الي توزيع مواد توعوية ولعل هذه المبادرة جاء عقب رؤية الكثير من الممارسات السالبة التي قد يكون لها تاثبرها في المستقبل اذ لم يتم تتداركها ومعالجتها بطريقة جذرية وعلي الرغم من أهمية تلك المبادرة وغيرها من المبادرات المجتمعية الا ان من المؤسف حقا ان أغلب تلك الجهود تواجة ببيروقراطية الاداء التنفيذي وتعقيدات الاجهزة الأمنية وانه لمن المؤسف حقا ان تمنع اللجنة الأمنية مثل تلك المبادرات لدواعي أمنية نعم نضع في الاعتبار حساسية الوضع الأمني إلا انه لا ينبقي ان يعيق جهود العمل الإنساني خاصة ان تلك المبادرات تاتي بالتنسيق والمتابعة والاشراف المباشر من جهات حكومية جملة القول ان ولاية كسلا تواجة موجات غير مسبوقة من تتدفقات النازحين حيث تشير بعض الاحصاءات الحديثة الي ان عدد النازحين من ولاية سنار تجاوز 62 ألف شخص وهو الأمر الذي يتطلب تتضافر كافة الجهود الرسمية والمجتمعية والشعبية لمجابهة حاجة كل تلك الجموع .