كسلا تستعد لفصل الخريف: إنجازات ملموسة وخطة طموحة لصيانة وتأهيل البنى التحتية

كسلا – تقرير خاص

تشهد محلية كسلا هذه الأيام حراكًا تنفيذيًا متسارعًا يعكس مدى جدية السلطات في الاستعداد المبكر لفصل الخريف، والتعامل مع تحدياته التي ظلت تتكرر سنويًا، خاصة فيما يتعلق بتدهور الطرق وانسداد المصارف وتصاعد مخاطر السيول. وقد أعلنت المحلية عن سلسلة من الإنجازات التي تم تنفيذها مؤخرًا، إلى جانب خطة طموحة شاملة تتضمن صيانة وتأهيل عدد من الطرق الحيوية، وتجهيز المصارف والمجاري، تأهبًا لموسم الأمطار المقبل.

*إنجازات ميدانية واضحة*

ومن خلال جولة ميدانية تبيّن حجم الجهد الذي تم بذله خلال الفترة الماضية، حيث نشهد سير الأعمال في إعادة تأهيل ورصف عدد من الطرق الداخلية التي تهالكت ولم تجد اهتمام وصيانة منذ سنوات ومعلوم بان اعمال الطرق تعد من الاعمال الاعلي تكلفة الا ان حكومة الولاية استطاعت ان تنجز هذا الملف ونامل ان تكتمل اعمال الصيانة والتاهيل قبل حلول الخريف ، إلى جانب فتح مسارات جديدة لتسهيل الحركة وربط الأحياء الطرفية بالمركز. كما تم تنفيذ أعمال ردميات واسعة في مناطق كانت تعاني من عزلة موسمية بسبب تراكم المياه وضعف البنية التحتية.
وأوضح المدير التنفيذي لمحلية كسلا، الأستاذ ادريس مداوي في تصريح خاص، أن المحلية نفذت أكثر من 75% من خطتها السنوية الخاصة بالبنية التحتية، مع التركيز على الطرق والمصارف، مؤكدًا أن الأعمال تمت بتمويل من الحكومة الاتحادية والولائية وعبر ايرادات المحلية .
*تأهيل الطرق الرئيسية والفرعية*
من أبرز الطرق التي خضعت لأعمال التأهيل خلال الفترة الماضية، طريق السوق الكبير – الميرغنية –طريق حي العرب وطريق حي الثورة كذلك تم ترميم أجزاء من الطريق الرابط بين حي الثورة وحي المربعات ، الذي تضرر بشكل بالغ في خريف العام الماضي.
وشملت أعمال الصيانة إزالة الحفر، إعادة سفلتة المقاطع التالفة،، وتوسعة بعض الممرات الجانبية لتخفيف الازدحام المروري، خصوصًا في ساعات الذروة. وقد استعانت المحلية بكوادر فنية وشركات متخصصة، مما ساهم في تقليص التكاليف وتحقيق سرعة في التنفيذ.
*استعدادات متكاملة لفصل الخريف*
وفيما يخص الاستعداد لفصل الخريف، أطلقت المحلية برنامجًا واسعًا لتطهير المصارف والمجاري الطبيعية، يشمل أكثر من 40 مصرفًا فرعيًا ورئيسيًا داخل المدينة وضواحيها. وقد تم التعاقد مع عدد من الشركات المحلية للمساعدة في إزالة الأتربة والأنقاض من قنوات التصريف، تجنبًا لتكرار مشاهد الغمر والفيضان التي حدثت في السنوات الماضية.
وأشار مدير إدارة الخدمات بالمحلية، الاستاذ لوي محمد عثمان ، إلى أن خطة الطوارئ تشمل كذلك إنشاء غرف طوارئ ميدانية تعمل على مدار الساعة لمراقبة منسوب الأمطار، والاستجابة السريعة لأي طارئ بيئي.
*شراكات مجتمعية وتنسيق مع المنظمات*
ومن اللافت في خطة المحلية هذا العام، هو اعتماد نهج تشاركي مع المجتمع المحلي، حيث تم إشراك لجان الأحياء ومنظمات المجتمع المدني في عمليات الرصد والمراقبة والتوعية بمخاطر الخريف. كما جرى توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع منظمات دولية تعمل في مجال الإغاثة والتنمية لتوفير معدات وآليات ثقيلة، وتنفيذ مشروعات صغيرة مثل الجسور الترابية والمعابر المؤقتة.

وفي هذا السياق،،اعرب عدد من القيادات المجتمعية بكسلا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها محلية كسلا وطالبوا حكومة الولاية والمركز يتقديم المزيد من الدعم الفني واللوجستي للمحلية، مشيرًا إلى أن “الوقاية خير من العلاج”، وأن الاستعداد المبكر من شأنه تقليل حجم الكوارث والخسائر.
*تحديات قائمة وآفاق مستقبلية*
ورغم هذه الجهود المشهودة، لا تزال المحلية تواجه عددًا من التحديات، أبرزها ضعف التمويل وارتفاع تكاليف المواد البترولية وقطع الغيار، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز القدرات الفنية والإدارية. إلا أن قيادة المحلية تؤكد عزمها على تجاوز هذه العقبات من خلال التخطيط المحكم والاستفادة من الموارد المتاحة بأقصى قدر من الكفاءة.
وفي ختام حديثه، دعا المدير التنفيذي لمحلية كسلا جميع المواطنين إلى التكاتف والتعاون مع السلطات المحلية، والإبلاغ الفوري عن أي اختلالات أو مظاهر سالبة، مؤكدًا أن “كسلا بحاجة إلى سواعد أبنائها أكثر من أي وقت مضى”
يبدو أن محلية كسلا قد أدركت دروس السنوات الماضية، وقررت أن تكون هذه المرة في الموعد قبل أن تدق نواقيس الخطر. ورغم ما يحيط بجهودها من صعوبات، فإن الإرادة السياسية والتنسيق المجتمعي يمثلان مفتاحًا حقيقيًا لإنجاح موسم الخريف القادم، وتثبيت دعائم التنمية في هذه المدينة العريقة.