ليالي الخرطوم

*صباح عبور جيشنا الباسل كباري امدرمان،كنت حينها في العاصمة السعودية الرياض ،رأيت في ذاك اليوم دموع الرجال -فرحا-بالعبور وأحسست بآمالهم العريضة في العودة الي أرض الوطن آمنين مطمئنين.
*ظلت احلام العودة الي الديار في اذهان كل سوداني يعشق تراب هذا البلد أما الذين يعشقون الذهب فأحلامهم تختلف عن اي سوداني اخر.
*الان وليس غدا اقتربت العودة الي الديار بعد أن انتشر الجيش في الكثير من المدن والقري ..الان ايقن الشعب السوداني ..بل كل الشعوب العربية والإفريقية أن لبلد يلقب بسلة غذاء العالم له جيش مهني لامثيل له في المنطقة ،جيش اذهل جنرالات الغرب والشرق وهو يفشل مخطط دولي اعد بعناية فائقة من أجهزة مخابرات عالمية ووفر لهذا المخطط المال والسلاح والمرتزقة ومع ذلك فشل في المحافظة على المواقع التى كان يحتلها .
*فشل المخطط لأنه واجه جيش لها خبرات السنين في الحروب وفشل المخطط لأن السودان الذي كان يعتقد البعض أنه ضعيفا أمنيا نجحت استخبارات جيشه من جمع المعلومات ولبس أفراد امنه “الميري” ونزلوا الي الميدان محاربين بعقولهم وقلوبهم وإيمانهم الراسخ بأن النصر قادم لامحال،ورفض أبناء القوات المشتركة من الوقوف فراجه وظلوا مدافعين مع إخوانهم في الجيش والأمن والعمل الخاص والمستنفرين عن كل شبر من السودان في وسطه وغربه.
*واليوم تحقق ما يريدون وهم يرون المليشيا تفر هاربه من مصفاة الجيلي ومن بحري وامدرمان والجزيرة ومن كل شبر دنسته هذه المليشيا المرتزقة من شبر الوطن تحقق ما يريدون والمشتركة تلحق الخسائر والمرتزقة في الفاشر وغيرها من مدن دارفور.
*احلام العودة اقتربت ليعيش السودان عهدا جديد خالي من الخونة والمرتزقة ،نظيف من الفاسدين وأصحاب النفوس الضعيفة اقتربت العودة الي مقرن النيلين وزرزور الجبل وليالي امدر الحبيبة،اقتربت العودة الي جاكسون والقندول وابوجنزير ،اقتربت العودة بشكل اخر الخرطوم وأناس انقياء أدركوا جيدا معني الوطن وترابه وعلموا جيدا أن عهدا مضي ولن بعودة ليبدا السودان عهد جديد أساسه البناء وحب الوطن ودستوره القانون الذي يطبق على الجميع دون استثناء.
*ستعود الخرطوم بلياليها وانسها وروعتها ،ستعود الخرطوم أكثر قوة ومناعة وسيحفظ التاريخ أن عاصمة عربية هزمت جيوش دول كنا نحسبها صديقة ولكنها كشفت عن قناعها المزيف.