ليست مجرد حدث لحظي…العودة للخرطوم …. إرادة الحياة تنتصر !
الخرطوم : رضا حسن باعو
تعتبر العودة للخرطوم خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار والتنمية في البلاد بعد عامين من الحرب، التي أحدثت دماراً كبيراً في البنية التحتية للبلاد في تدمير ممنهج حيث طال الخراب كافة مؤسسات الدولة في تدمير ممنهج قامت به المليشيا المتمردة.
والعودة للخرطوم ليست مجرد حدث لحظي بل عمليه معقدة تتطلب توافر مجموعة من العوامل الأساسية وهو ماتعمل الحكومة عليه في الفترة الحالية.
وبدأت الحكومة في إعادة إعمار العاصمة الخرطوم، وتوجيه الوزارات والمؤسسات الحكومية للعودة إلى مقارها الرسمية.
وتمثل العودة للخرطوم هدف أساسي في تحدي في استعادة الاستقرار والأمن في العاصمة وتعزيز العمل الإداري والتنفيذي بجانب تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الاستثمارات والتنمية الاقتصادية.
ويعد الدمار الواسع للبنية التحتية انعدام الأمن وانتشار السلاح بجانب الأزمة الاقتصادية والبطالة و الآثار النفسية والاجتماعية للحرب أكبر التحديات التي كانت أمام الحكومة، غير أن الحكومة بدأت خطوات عملية وذلك بتشكيل لجنة برئاسة عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر لإعداد الظروف وتهيئتها لعودة المواطنين والوزارات والمؤسسات الحكومية وفور تشكيلها بدأت في توجيه الوزارات لاتخاذ الترتيبات اللازمة لعودة الموظفين للخرطوم ومباشرة العمل وإعادة إعمار البنية التحتية وتحسين الخدمات.
معركة كرامة أخري….
علي الرغم من الخراب الكبير الذي عاشته الخرطوم خلال تمرد مليشيا الدعم السريع إلا أنها تعافت وذلك للإرادة والعزيمة التي عملت بها اللجنة العليا لتهيئة بيئة العودة للخرطوم برئاسة عضو مجلس السيادة رئيس اللجنة الفريق مهندس مستشار إبراهيم جابر وأركان حربه من الوزراء بالإضافة لصمام أمان الخرطوم الوالي احمد عثمان حمزة، و قد بذل هؤلاء الرجال معركة كرامة من نوع اخر لايقل عن تلك التي قام بها رجال القوات المسلحة في ميادين القتال المختلفة، حيث سهروا الليالي بعزم الرجال من أجل إعادة الحياة للخرطوم العاصمة المكلومة وقد كان لهم ذلك حيث عادت خدمات المياه لجميع انحاء الولاية بينما عادت الكهرباء لعدد كبير من الأحياء وفي الأيام المقبلة ستكتمل إنارة الخرطوم حتي تعود عاصمة الصمود لأفضل مما كانت عليه في السابق.
الإرادة تعيد الحياة….
إرادة كبيرة عمل بها الجنود المجهولين في مختلف القطاعات الذين سهروا الليالي من أجل أن يتم إعادة الحياة للخرطوم،فقد رأينا كيف أن الجهود الكبيرة التي بذلها العمال والفنيين والمهندسين العاملين في قطاعات المياه والكهرباء والصحة،بالاضافة للتعليم جعلت المستحيل ممكناً وهو ما رأيناه خلال الجولة التي قمنا بها رفقة الوفد الصحفي الذي قدم من بورتسودان للوقوف علي حقيقة الأوضاع عن قرب وتقييم هل فعلاً عادت الحياة للخرطوم وهو مايؤكده الواقع هنا في العديد من أحياء العاصمة التي عادت مكتظة بالسكان وعادت الزحمة المرورية لمعظم احياء الولاية.
بحري سر الهوي وأم در ياحبيبة…..
عاودت أحياء الخرطوم بحري وأم درمان صخبها وألقها وعادت طبيعة الحياة في أحيائها بعزيمة الرجال وسمعنا دندنات المغنيين لبحري سر الهوي وأم در ياحبيبة وهي الاهازيج التي اشتهرت بها المحليتين الكبيرتين،وظلت نغمة محببة لمواطنيها.
وبدرجة كبيرة واستراتيجية محكمة قامت بها اللجنة العليا لتهيئة بيئة العودة إلى الخرطوم يمكن القول بأن العاصمة تتعافي وصارت في حلة زاهية في إنتظار مواطنيها الذين هجروها بسبب أفاعيل المليشيا المتمردة التي دنست أرضها الطاهرة باقدامهم النجسة وفعلوا بها الأفاعيل.