أخبار عاجلةمقالات

مابين اقالة الخفاء وقنصل جدة (2)

*في الحلقة الأولى تحدثنا عن التصرفات الغريبة من قنصل السودان في جدة، مما أثار العديد من اللغط وسط المقربين ، وحينما سالت عدد من القانونيين حول مافعله القنصل من تشكيل لجنة من موظفي الوزارة لتحقق من مصدر تسرب الوثائق الخاصة بالمجلس الأعلى للحج والعمرة قال لي هؤلاء القانونيين ان هذا يمثل فضيحة إدارية لتجاهل القنصل للقانون الذي يمنح هذه الصلاحية حصريا لوزير الشؤون الدينية والأوقاف وليس لقنصل السودان بجدة، الذي يتبع أصلاً لوزير الخارجية ولا علاقة له بالمجلس الأعلى للحج.
*وتسال البعض هل هذه هي المرة الأول التي يتم فيها تسريب مستندات تخص المجلس الأعلى للحج والعمرة وهل لاول مرة تسرب مستندات حكومية؟ ومن هو المستفيد من هذه الخطوة؟ مع العلم ان هذه المستندات وجدت فقط في هاتف القنصل بجدة كمال على وسلمها للامين العام سامى الرشيد، وحسب قانونين، ما يقصده القنصل فى هذا التوقيت تعطيل عملية التسليم والتسلم بين الملحقين الاداريين الجديد والقديم أولا، ثم بعث رسالة واضحة للتهديد بالنشر مقابل التخلى عن مواصلة عملية التسليم والتسلم التى لعب فيها دورا بارزا لاجهاضها، علما بأن الموظف عينه الامين العام ونقله الامين العام نفسه، ويتسال الكثيرين عن شكل العلاقة بين المحلق السابق المنقول والقنصل الذى يمارس مهام وزير الشؤون الدينية والأوقاف نهارا جهارا وهل وزير الدولة بالخارجية على علم بكل هذه التصرفات من قنصل جدة؟

*حسنا.. كل هذه التصرفات وغيرها من “الحفر” جعلت رئيس الوزراء يصدر قراره باعفاء الأمين العام لمجلس الحج والعمرة “في الخفاء” حيث لم يتم اعلان القرار في الوسائل الرسمية للدولة ربما خجلا من مثل هذا القرار الذي ياتي عكس خطط حكومة الأمل التي يسعى إليها إدريس، وكيف لايكون هذا القرار عكس ماتصبوا اليه حكومة إدريس وهو يبعد احد الاعمدة الرئيسية في محاربة الفساد والمفسدين في ملف الحج والعمرة.
*نعم بهذا القرار يبعث رئيس الوزراء الروح في بعض الفاسدين الذين كانوا يكسبون من وراء حجاج بيت الله، فهل يعلم رئيس الوزراء ان بعثة الحج ظلت لسنوات تتعاقد مع شركة بحرية واحدة لنقل الحجاج؟ وهل يعلم السيد كامل إدريس ان كل أمور الحج كانت تتم من “شلة” واحدة تفعل ماتريد في الأراضي المقدسة؟ وهل يعلم إدريس ان سامي الرشيد طرح عطاء للنواقل البحرية لحج الموسم المنصرم لاختيار الناقل الأفضل للحاج والاقل تكلفة ليقفل باب كان واسعا للفاسدين، وهل يعلم دولة الرئيس ان سامي الرشيد في هذا الموسم اتاح اختيار الإسكان والطعام والترحيل لأمناء الولايات وباشرافه حتى تختار اي ولاية مايناسبها، وهل يعلم إدريس ان حج الموسم المنصرم كان هو الأفضل على الإطلاق من كل مواسم الحج السابقة وكل ذلك بفضل الإدارة الحصيفة لسامي الرشيد وأركان حربه في المجلس، وبعد كل ذلك تتم مكافأته بالاقالة؟
*الأمر الأكثر قرابة هو عدم توصية وزير الشؤون الدينية والأوقاف بشير هارون بالاقالة، وهو امر عكس قانون المجلس ولائحته، ويجب أن يكون للوزير موقف قوي حول هذا الأمر، فان صدق مصدرنا في عدم التوصية من الوزير فعلي بشير هارون ان يقدم استقالته اليوم قبل غدا، اما اذا كانت التوصية منه فهذا يشير إلى أن هارون ادخل رجله في دوامه كبيرة تحوم حولها شبهة فساد وسينقلب الأمر عليه قريبا.
*عموما و في كل الأحوال يجب أن يكون للسيد الوزير رأي قوي فيما يحدث من رئيس الوزراء الذي لايعلم الكثير عن ملف المجلس كما يعرف الوزير، وكذلك يجب أن يكون للوزير رأي قاطع في تدخلات قنصل السودان في جدة الذي يتدخل فيما لايعنيه، أن كان في تشكيل لجنة المستندات التي ادعي انها مسربه او في التسليم والتسلم بين الملحقين الادارين السابق والحالي.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى