مبادرة لاسنادالتعليم بالقضارف لاستئناف و فتح المدارس
القضارف : البلد نيوز
أنس عبدالرحمن ….. يكتب
أكثر من خمسة أعوام و العملية التعليمية في السودان تشهد عدم استقرار و توقف قسري بسبب الاوضاع السياسية بالبلاد و أجيال من الطلاب و التلاميذ فقدت حظها من التعليم الجيد و مؤسسات تربوية و تعليمية تهالكت و انهارت بها البيئة التعليمية لمستويات قل ما توصف بالمنتهية و غير الصالحة بسبب تقلبات الأوضاع السياسية التي تشهدها البلاد ليواجه الأطفال في سن المدرس بعقبات يمكن أن تشكل هاجس في المستقبل القريب و البعيد يحول دون الطفل و المواصلة المميزة للمسيرة التعليمية و التحصيل الأكاديمي المثمر في حياته القادمة وفق ما ذهب اليه خبراء علم النفس التربوي فان العنف الذي يتعرض له الطفل يمكن ان يكسبه عادات سيئة و سالبة و يصيب سلوك الطفل بصدمات تنتج جيل مشوه الافكار وسط كل هذه الظروف الصعبة و المستقبل الغامض للأجيال و الناشئة بمختلف ولايات السودان بالريف و الحضر بات من الضروري تدارك هذه الآثار السالبة و التراكمات المشوهة التي اعترضت حياة الأطفال في سن المدرس و ما ان تنفست مسيرة التعليم الصعداء عقب الأعوام العجاف التي مرت علي اهل السودان منذ ظهور أزمة الوقود و النقود منتصف العام ٢٠١٧ م حتي دخلت البلاد في حرب أبريل ( حرب الكرامة ) فاتت هذه الحرب علي ما تبقي من معالم لمنابر و مؤسسات تزود و تضخ في شريان الأمة السودانية بنفائس من نور المعرفة لفلذات الكبد لا سيما الولايات و المدن التي دمرتها الحرب تدميرا أتت علي كل شيء جعلته كالرميم فلم تسلم حتي المدارس من تدوينات الأسلحة الثقيلة ما القي بظلال سالبة علي ما سلم من مدن و ولايات آمنة فاكتظت المدارس و صارت ملاذا و ملجأ امنا لمن هجر عن داره قسرا و حالت الأوضاع دون استمرار و استقرار الدراسة لأكثر من عام لجميع المراحل و المستويات التعليمية الحكومية منها و الخاص و انشغل الجميع بقضايا الحرب المفروضة علي الدولة و أصبحت كل الاهتمامات بقضية الحرب و السلم حتي صار مستقبل الأجيال علي شفا جرف انهار كغيره من الأشياء في غياهب جب الدمار و التدمير الممنهج و يذكر أن ولاية القضارف شرقي السودان استقبلت عقب الاعتداء الغاشم علي ولاية الجزيرة إعداد إضافية من النازحين الفارين من ويلات اعتداءات المليشيا المتردة إضافة لمواطني الخرطوم منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام الماضي ٢٠٢٣ م و أصبح عشرات الآلاف من التلاميذ و الطلاب خارج النظام الدراسي بسبب الحرب .
وسط هذه المعطيات لمعت شعلة يرجي ان تضيء بنورها ظلام الجهل الذي أريد به الأجيال القادمة بتغيبها القسري عن دور العلم و المعرفة فقاد زمام مبادرة اسناد التعليم بولاية القضارف نفر عرفته أروقة الجامعات محاضرا فجمع منسق المبادرة الأستاذ الجامعي دكتور محمد المعتصم احمد موسي جمع لفيف من خبراء التربية و قدامي ( المحاربون ) ممن افنوا زهرة شبابهم بذلا في سوح العلم و المعرفة حيث انعقد الخميس بقاعة اتحاد عمال القضارف ملتقي مبادرة اسناد التعليم وفق رؤية واضحة لدرء الآثار السالبة في مجال التعليم بالولاية و رسالة تضع في الاعتبار تغطية المقررات و تعويض الوقت المهدر بسبب إغلاق المدارس و إلحاق الطلاب بنظرائهم بالمناطق الآمنة بالتركيز علي المواد الأساسية و تنظيمها المنطقي وفق ما أشار إليه منسق المبادرة دكتور المعتصم و رصد ملتقي مبادرة اسناد التعليم بولاية القضارف عدة أهداف من بينها فتح المدارس و استئناف الدراسة و ضمان استمرارها حل مشكلة إيواء النازحين بسبب الحرب و استيعاب أبناء و طلاب و تلاميذ الولايات المستضافين و مراجعة أوضاع المدارس المستخدمة كمراكز إيواء للنازحين و إيجاد بدائل لاسكانهم في اقل عدد من المدارس إضافة إلي توفير التجهيزات التعليمية لاستئناف الدراسة من كتب و مستلزمات و أدوات و مرافق صحية و بيئة مدرسية ملائمة و حظي ملتقي اسناد التعليم بولاية القضارف مشاركة واسعة من خبراء تربية و معلمين و معلمات و أساتذة جامعات و رموز من قادة مجتمع الولاية و المهتمين بالعملية التعليمية و اولياء الامور و الآباء و الأمهات.
و في مداخلة لاختصاصي تقنية المعلومات الأستاذ عمر علقم طالب بضرورة حصر الفئات المستهدفة من جميع المراحل التعليمية و جمع معلومات دقيقة تفيصلية للطلاب الذين نزحو خارج الولاية لولايات اخري او خارج البلاد و القادمين للقضارف بما يتح لوضع التدخلات اللازمة وفق أسس علمية مدروسة و ممنهجة ترتكز علي الإحصائيات و الأرقام الدقيقة من المعلومات الأولية و الأساسية فيما طالب مدير عام مدارس المورد الاصفي الأستاذ عبدالله علي بضرورة إشراك ادرات وزارة التربية و التعليم الولائية بالمبادرة لتضافر الجهود للخروج بنتائج تسرع ببلوغ الأهداف المرجوة و قال ان التعليم العام حق من حقوق الأطفال في سن التمدرس ( مافي حرب في العالم وقفت التعليم ) و دعا الخبير التربوي في الإدارة التربوية و القيادي بنقابة معلمي المرحلة المتوسطة بولاية القضارف الأستاذ جعفر البدوي الحسن بضرورة وضع مقترح و حلول للقضايا التي يمكن من شأنها ان تعيق عملية فتح المدارس في راهن الوقت نسبة لاستخدام المدارس كمراكز إيواء للنازحين عقب تحديد المشكلة قبل اللقاء الذي يرتقب ان يجمع والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب بوفد مبادرة اسناد التعليم بالقضارف ليسلم الوالي مذكرة تحمل رؤية و خارطة طريقة واضحة المعالم لاستئناف و استمرار العملية التعليمية في المراحل ما قبل المدرسي و المرحلة الابتدائية و المتوسطة و الثانوية استجابة لتوجيهات رئيس مجلس السيادة و القاعد العام لقوات الشعب المسلحة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان و قرار وزير التربية و التعليم الأتحادي القاضي باستئناف الدراسة بالولايات الآمنة عقب نجاح استئناف عملية التعليم العالي بجامعة القضارف مؤخرا .