مبارك حتة يكتب .. خميس ضابط موجة هنا امدرمان

ذات الأنامل تفعل سحرها يوميا بحركة ساحرة وايقاع ملعقة يدوزن صوتها داخل الكباية وما بين كركبة صوت الملعقة المسيوطة علي جدار الكباية من الداخل يكون النغم الموسيقي الذي يطرب له الموظفين والعاملين بالإذاعة القومية السودانية (هنا امرمان) .
ومن له ان يظبط إيقاع المزاج داخل حوش الإذاعة السودانية ( هنا امدرمان) غير خميس جبر الله حموده وهو يقدم لك شاي منعنع علي كباية ساده عثمان حسين او مشلخة كماةتحب .
شاي تقيل او خفيف موجود يخرج لك من جدران حوائط الحنين من داخل مطبخ خميس قل علي جدار السلم قبل إن تطلع للمكاتب لابد أن تعبر به وانت ملقي التحية التي يقابلها بابتسامة وضاءة يشع منها الرضاء .
خميس جبرالله منتدي صغير بداخل الحوش الكبير يهفو إليه منسوبي الاذاعة السودانية ومن فيها من باقات اذاعية تبدأ سطور الاعداد والتقديم وحتي رسم الصورة الاخراجية تبدأ برشفة من شاي علي يديه المبروكة والموزونة ليندا معها المزاج .
خميس جبرالله يمثل علامة جودة فارعة في صناعة الشاي والقهوة بالدواء او من دونه خفيفة او تقيلة او نص حسب المزاج هي حضرانه من يديه وان شأة السكر حسب دفق الفكرة موجود في السكرية.
المخرج يعقوب ادم فضل احد مبدعي الاذاعة السودانية لايستقيم له مزاج عمل قبل أن يغشي خميس ويطلب الشاي وهو علي سلم الإذاعة قبل أن يقترب ويظهر اخر في السلم لطلب قهوة له .
هكذا هي حركة الحياة ضاجة داخل الحوش ليخرج صوت هنا امدرمان من أصوات نسائية ورجالية تقدم المعلومة وتنقل النبض البرامجي تناقش المشكلة وتقدم معالجتها عبر القوالب الدرامية .
هذا وكثير تعمق في الدواخل علي صوت الشيخ محمد احمد حمدون وهو يرفع ندأ الصلاة .
الإذاعة نبض الريف يستريح عليها المزارع علي ضل شجرة بعد كديب الأرض اوضحوية معاها شاي متبل والزول السارح بالبهائم حلوة وهو سادر في طريق الرعي والترحال ودارع الرادي في كتيفو .
خميس حب الله راسم خط المزاج الأول مسي في عمله هذا بحوش الإذاعة الكبير ما يقارب النصف قرن من الزمان . الإيقاع زاته لم يتغير والمزاج ياهو المزاج في ايقاعه يمضي مع فجر كل يوم .
هذا الفعل اليومي من أيادي تحمل صينية الحب الفضية يؤكد لنا أن خميس جبرالله هو ضابط إيقاع موجة (هنا امدرمان) محرك مؤشر الراديو في كل البوادي والحضر .