محمدحسن كبوشية يكتب.. زيارة أفورقي … تأكيد المصير المشترك

دعاش الخير
في زيارة تحمل أبعادًا سياسية ورسائل عميقة، وصل الرئيس الإرتري أسياس أفورقي أبراها حقوص أمس السبت إلى عاصمة البلاد الإدارية مدينة بورتسودان، في خطوة تعكس عمق العلاقات بين الشعبين السوداني والإرتري، وتجدد التأكيد على وحدة المصير والتاريخ المشترك بين البلدين.
تأتي هذه الزيارة في وقت حرج يمر به السودان، حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة في ظل الحرب الدائرة ضد مليشيا الدعم السريع و دول العدوان الخارجي وقد عبّر الرئيس أفورقي قولا و فعلا خلال لقائه بالقيادات السودانية عن تضامن بلاده الكامل مع الشعب السوداني في معركته من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها، وأثبتت إرتريا فعلا وقوفها إلى جانب السودان في معركة الكرامة والسيادة و قطعها البحرية تمخر عباب الأحمر مساندة في حماية الحدود البحرية .
هذه المواقف ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى جذور تاريخية راسخة وتاكيد لرد الجميل ( مش زي جارنا التاني ) إذ لعب السودان دورًا محوريًا في دعم جبهة التحرير الإريترية بقيادة ادريس عواتي و عثمان صالح سبي و رمضان محمد نور واسياس افورقي ضد الاستعمار الإثيوبي، و احتضن الثوار الإرتريين وفتح أراضيه لتكون منطلقًا لنضالهم الطويل نحو الاستقلال وقد شكّلت تلك المرحلة أساسًا لعلاقات متينة بين الشعبين، تعززها روابط الدم والتاريخ والجغرافيا منذ زمن قوة دفاع السودان و هنا ياتي ذكر الجنرال محمد احمد عروه ومساهمة قوة دفاع السودان في هزيمة الاستعمار الإيطالي في سنة 1941م .
ويُعد التداخل القبلي بين البلدين أحد أبرز مظاهر هذا الترابط، حيث تنتشر قبائل البني عامر و الحباب على جانبي الحدود، تتقاسم العادات والتقاليد واللغة علي طول 506 كيلومتر مما يجعل من العلاقة بين السودان وإرتريا أكثر من مجرد علاقة جوار، بل علاقة أخوة ومصير مشترك.
أخر الدعاش :
زيارة أفورقي للسودان ليست مجرد حدث عادي يتناقله الناس ، بل هي رسالة سياسية واضحة بأن إرتريا ترفض محاولات تفكيك السودان، وتدعم استقراره ووحدته كما تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والاقتصاد، بما يخدم مصالح شعبيهما في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة وهذه زيارة تعيد التأكيد على أن التاريخ لا يُنسى، وأن المواقف الصادقة تظل راسخة في الذاكرة الجمعية للشعوب.