أخبار عاجلةمقالات

مقتل الامين .. جهاز الامن حماة ام جلادون

مجددا تتكرر المآساة في مدينة كسلا ومجددا ترتقي روحا طاهرة ذكية للبارئها بتهمة لم تثبت ومجددا يحدث هذا داخل غرف التحقيقات الامر الذي يعد انتهاكا صارخا لكل القيم الانسانية والحقوقية فقد اضحت ظاهرة ومسلك معهودا للاجهزة الامنية بولاية كسلا الأمين محمد نور والذي صعدت روحة تحت التعذيب داخل مكاتب جهاز الامن والمخابرات بكسلا لم يكن الاول ونسال الله ان يكون الاخير فمن قبله الشاب جمال فقاريا والاستاذ احمد الخير والقائمة تطول .
ان عمليات التعذيب التي ظلت تمارسها الاجهزة الامنية اضحت هاجسا يؤرق الجميع فقد اوجدت مثل هذه الحوادث فجوة كبيرة بين المواطن واجهزته الامنية وخلقت حالة من التوجس والرعب في نفوس المواطنين من تلك المؤسسات التي يقوم دورها الاساسي في تأمينه واستقرار فاصبحت مصدر رعب وخوف لاشك ان تاثير تلك الحادثة سيكون له مابعده وقد يشعر كل فرد منا ان حياته في خطرا كبير كل ما اقرب منه اي فرد من افراد الاجهزة الامنية والشرطية بكسلا فان مثل تلك الحوادث قد تسهم في تقويض سيادة القانون وتضعف الثقة كل الاجهزة الامنية بمختلف اشكالها.

 


وبالعودة للحادث الامين محمد نور ذلك الشاب الذي اجبرته ظروف الحرب للنزوح من مدينة ودمدني والاقامة بمنطقة ودشريفي بريفي كسلا
تم اعتقاله من قبل جهاز الأمن والمخابرات الوطني كسلا وفارق الحياة تحت وطاة التعذيب ومن ثم تم نقل جثمانه للمشرحة وتتصاعد الاحداث تباعا عقب المطالبة بتسلم الجناة مما احدث اضطراب بمدينة كسلا كاد ان يستفحل يقود الي ما لايحمد عقباه وهنا لابد لنا من الوقف علي جملة من التفاصيل التي يمكن لنا من خلال قراءة الاحداث بصورة مترابطة هب ان المغدور الامين محمد نور لم يكن من مكون البني عامر كيف كان سيمر هذا الحادث وهب ان هذا المكون لم تكن ردة فعلة بالصورة التي كان عليها من رفضهم لاستلام الجثمان والتصعيد الذي شهدته مدينة كسلا هل كانت ستمر تلك الجريمة مرور الكرام كان شي لم يكن !!؟؟ لااعتقد ذلك وهذا لجملة من الاسباب في مقدمتها ان حركة الوعي والتنوير التي عمت بين كافة المكونات الاجتماعية والتي اوقدت جذوتها ثورة ديسمبر المجيدة خلق نوعا من القدرة علي الرفض والمجابهة لكل اشكال الطغيان صحيح انها ام تكتمل بعد لتتبلور في شكل حراكي مجتمعي واعي يستطع ان يوجد اليات فعالة للمحاسبة والمسالة الا انها استطاعت ان تضع بذرة المطالبة والتمسك بالحقوق وكان ناتج ذلك هذا الشكل الذي خرج مطالبا بحق المغدور الامين محمد نور ليرسل برسالة قوية مفداها ان المجتمع هو من يتحمل عبء المطالبة بالحقوق ويعلن عن هذه الجريمة التي يمكن ان تكون مهددا خطيرا للعدالة والكرامة الانسانية وليقول بصوت مرتفع انه يستنكر مثل هذه الجرائم البشاعة التي يمكن لها ان تمزق ضمير الامة ولهذا جاءت البيانات المستنكرة والمنددة بتلك الحريمة من العديد من الاجسام المهنية والقوي السياسية لما فيها من انتهاك صريح لحقوق الانسان ان التعذيب حتي الموت جريمة لا تغتفر ولا يوجد لها اي مبرر يمكن ان تتدثر به خاصة اذا جاءت من جهاز من احهزة الدولة فحينها نستطيع ننزع عنها صفة الحامية للحقوق ونحولها الي اداة للقتل والترويع وهو تمام ما حدث داخل مكاتب جهاز الامن بكسلا ان الصمت حيال تلك الجرائم هو ايذانا لها بالاستمرار فيها وحينها سنجد اسما الكثيرين علي تلك القائمة ولن تتوقف عند الاستاذ احمد الخير والامين محمد نور فحسب ولهذا ينبقي علي حكومة الولاية الاسراع في التحقيق ومحاسبة المتورطين فيها بطريقة شفافة وعادلة ومستقلة وان تنزل في المتورطين في تلك الجريمة اقصي درجات الصرامة لضمان تحقيق العدالة وعدم تكرارها في مستقبل الايام وتكون بذلك فقد ارسلت رسالة واضحة انها لن تتسامح مع اي شكل من اشكال الانتهاكات في حق ابناءها وتكتمل تلك الاجراءات بموقف منظمات المجتمع المدني والاجهزة الاعلامية بمتابعتها لسير تلك القضية كجزء من ادوارهم الرقابية وتحصين المجتمع وحمايته وحفظ حقوقه وعلينا جميعا ان رفع صوتنا عاليا ونرفض ان تقع مثل تلك الجرائم .
رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته .
وعندالله تجتمع الخصوم .

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى