من الفصول إلى الملاجئ: كيف دمّرت الحرب مستقبل آلاف الطلاب في السودان؟

تقرير: مصعب عبدالله
تدهور قطاع التعليم في السودان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. هذه الحرب تسببت في تأثيرات سلبية كبيرة على سير امتحانات الشهادة السودانية، التي كانت تعتبر أملًا للعديد من الطلاب في تحقيق مستقبل أفضل.
(أ)
في عام 2023، تم تأجيل امتحانات الشهادة السودانية بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، مما أدى إلى حرمان العديد من الطلاب من أداء الامتحانات في الموعد المحدد. وفي ديسمبر 2024، تم الإعلان عن استئناف الامتحانات المؤجلة، حيث جلس نحو 343,644 طالباً وطالبة في 2,300 مركز امتحان داخل وخارج السودان. وقد تضمنت هذه الامتحانات طلاباً تم نقلهم من مناطق غير آمنة، حيث عانوا من صعوبات كبيرة خلال هذه الفترة العصيبة.
(ب)
تأثير النزاع على قطاع التعليم كان كبيراً ، فقد أفادت التقارير بأن نحو 19 مليون طفل في السودان كانوا خارج أسوار المدارس، مما جعل البلاد تواجه أزمة تعليمية غير مسبوقة. هذه الأزمات أدت إلى حرمان نحو 400,000 طالب وطالبة من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية في عام 2023. في بعض المناطق النائية، كانت نسبة الطلاب الذين تمكنوا من أداء الامتحانات منخفضة بشكل كبير.
ويضيف أستاذ مبارك خاطر استاذ من ولاية الجزيرة: لـــ”البلد نيوز” الحرب ألقت بظلالها الثقيلة على سير العملية التعليمية في ولايتنا. فقد العديد من الطلاب أقاربهم، وآخرون فقدوا منازلهم، مما أثر بشكل مباشر على قدرتهم على التركيز على دراستهم. من جانب آخر، فإن المدارس فقدت الكثير من مواردها التعليمية مثل الكتب والمرافق الأساسية، ليضاف ذلك إلى أزمة أخرى في توفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للأطفال في ظل الأوضاع الصعبة.
(ت)
في ضوء هذه التحديات، أعلنت وزارة التربية والتعليم في السودان عن استعداداتها لعقد امتحانات الشهادة السودانية لعام 2024 بعد ثلاثة أشهر من الامتحانات المؤجلة، مع التأكيد على أن هذه الامتحانات ستكون عادلة وتهدف إلى تحقيق المساواة بين جميع الطلاب في مختلف المناطق السودانية.
(ث)
وشكا عدد من الطلاب لـــ”البلد نيوز” من وتوقف الدراسة في مناطقهم، مؤكدين أن الحرب حرمتهم من فرص التحصيل الأكاديمي، وقلصت آمالهم في مواصلة التعليم وتحقيق طموحاتهم المستقبلية.
كما واجهت المؤسسات التعليمية تحديات جسيمة تمثلت في نقص الكوادر، وصعوبة الوصول إلى مراكز الامتحانات، إضافة إلى انعدام البيئة المناسبة للتعلم، ما فاقم من معاناة الطلاب وأسرهم.
(ج)
يضيف أستاذة الصادق علي أستاذ من ولاية الخرطوم لـــ”البلد نيوز” منذ بداية الحرب، رأينا بأم أعيننا كيف أن الطلاب أصبحوا لا يجدون مكاناً امناً للدراسة. لان العديد من المدارس تحولت إلى مراكز إيواء، والطلاب لا يستطيعون التركيز بسبب القلق المستمر بشأن الأوضاع الأمنية.
و يؤكد ذلك أستاذ محمد عبد الله أستاذ من ولاية جنوب دارفور لـــ”البلد نيوز” لقد شهدنا حالات نزوح جماعي للعائلات من مناطق النزاع، مما جعل من الصعب على العديد من الطلاب مواصلة تعليمهم. بعض المدارس تعرضت للقصف والدمار، اثر ذلك بشكل كبير على سير العملية التعليمية. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لاستئناف الامتحانات.
(ح)
التدهور في قطاع التعليم بسبب الحرب في السودان وغيرها من الأزمات في السودان قد أثر بشكل بالغ على سير الامتحانات، مما أدى إلى تضرر مستقبل العديد من الطلاب الذين كانوا يأملون في تحقيق طموحاتهم التعليمية والمهنية.