*موقف قبائل البني عامر والحباب من تصريحات اللواء بدر الدين عبدالحكم*
عمر محمود
برز موقف قبائل البني عامر والحباب من تصريحات اللواء بدر الدين عبدالحكم، التي شكّكت في هويتهم ومواطنتهم، كنموذج استثنائي في الرّد العقلاني والحكيم .
اذ لم يجاوز موقفهم الموقف الشخصي من اللواء الجاهل، ولم ينزلق إلى مهاوي خطاب الكراهية والعنف، بل تميّز بالالتزام بموضوعية الرد بالقانون والمنطق والحجة الرصينة .
عكس الموقف العام وعيًا عميقًا بمبدأ “لا تزر وازرة وزر أخرى” وأنّ “المجرم لا قبيلة له”، وأنّ كل إنسان مسؤول عن أفعاله.
فلم ينجرّوا وراء محاولات اللواء لإثارة الفتنة وتأجيج الصراعات، بل اختزلوا الردّ في شخصه دون التعميم على مكونه الاجتماعي أو قبيلته أو حواضنه .
فقد سبق وإن خاضت قبائل البني عامر والحباب معركة حقيقية على مدار أربع سنوات، واجهوا فيها حملات ممنهجة من التشويه والتشكيك، ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف ضدهم.
إلا أنّ هذه المحن زادتهم وحدةً وتماسكًا، بفضل قيادتهم الحكيمة التي أدركت خطورة الموقف وفضّلت المصلحة العامة على الخاصة واستدركت مبكرا الامساك بزمام المبادرة وادارة الازمة .
وبفضل صبرهم وحكمتهم، تمكنوا متحدين من تجاوز هذه المحن، وخرجوا منها أكثر عزة و قوةً ومناعةً في وجه أيّ استهداف قادم.
لقد أثبتت قبائل البني عامر والحباب من خلال موقفها هذا أصالتها وعراقتها، وعبرت عن ارثها الاجتماعي والثقافي الضارب في الجذور وأنّ تاريخها العريق ليس مجرّد ادعاء، بل هو تراكم حضاري عريق توارثته الأجيال عبر الزمن .
إنّ موقف قبائل البني عامر والحباب يُعدّ درسًا هامًا للجميع، يدعونا إلى التحلي بالعقلانية والحكمة في مواجهة أيّ محاولات للفتنة أو التفرقة. كما أنّ هذا الموقف يُؤكّد على أنّ القيم والمبادئ النبيلة، مثل الوحدة والتسامح والعدالة، هي أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك.
قدّمت قبائل البني عامر والحباب، من خلال موقفها الحكيم، نموذجًا يُحتذى به في كيفية التعامل مع خطاب الكراهية والتحريض. فبفضل صبرهم وعقلهم، تمكنوا من تجاوز هذه المحنة، وخرجوا منها أقوى وأكثر وحدةً.
والقادم أجمل ..